مسابقة في العقيدة ( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز معتبرة)

في انتظار اجابتك أخي عبد الرحمان، فأنت دائما تفيدنا بما ينفعنا.
 
السؤال السابع من المرحلة الأولى:
س : ما محل الشهادتين من الدين وما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ثم ما معناها وما هي شروطها من الكتاب و السنة ؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ- ما محل الشهادتين من الدين
الشهدادتين تدخل صاحبهما إلى الدين فقد روي الامام أبي داود في سننه رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال:(
إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن...........الحديث)
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ( وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة أن أول ما تؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فبذلك يصير الكافر مسلماً ) أهـــ

ب-أ- دليل شهادة أن لا إله إلا الله
قوله تعالى :(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [الأنبياء : 25] وقوله تعالى ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [آل عمران : 6] وقال كذلك ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [آل عمران : 18]
ب-ب معناها
ومعنى لا إله إلا الله هو: لا معبود بحق إلا الله وما دون الله باطل، وفي الجملة نفي وإثبات
النفي( لا إله ) :
تنفي جميع المعبودات وجميع الآلهة بغير حق

الاثبات ( إلا الله ): تثبت العبادة لله وحده
ودليل ذلك قوله تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) [الحج : 62]
ج_
شروطها من الكتاب و السنة:
قد نضم الشيخ أحمد حكمي في كتابه ( معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الاصول) شروطها في أبيات وهي :

وبشروط سبعة قد قيدت *** وفى نصوص الوحى حقا وردت
فانه لم ينتفع قائلها **** بالنطق الا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول **** والانقياد فادر ما أقول
والصدق والاخلاص والمحبه **** وفقك الله لما أحبه

وقد شرحها رحمه الله في رسالة (
مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام )

الأول العلم: بمعناها الذي دلت عليه وأرشدت إليه , قال الله تعالى : (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) أي شهدوا بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم , وفي مسلم عن عثمان رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» فقيدها بالعلم بمعناها وهو نفي العبادة عن كل ما سوى الله عز وجل , وإثباتها لله وحده لا شريك له , أما من هذى بها هذيانا ككلام النائم لا يعلم معناها , فكيف ينفي ما نفت ويثبت ما أثبتت وهو لا يعلم شيئا من ذلك أم كيف يعمل بمقتضى ما لا يعلمه .

الثاني اليقين: بما دلت عليه في الشهادة والغيب , المنافي لمناقضه من الشك و الريب , قال تعالى : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) , فقصر الإيمان عليهم مع التقيد بكونهم لم يرتابوا أي لم يشكوا , فلا إيمان لمن قالها شاكا مرتابا , و لو قالها بعدد الأنفاس , ولو صرح بها حتى يسمع جميع الناس , وفي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» , وفيه من حديثه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال : «اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة» الحديث , فقيد استحقاق قائلها دخول الجنة وتبشيره بها بكونه غير شاك فيهما , وبكونه مستيقنا بها قلبه , والمعنى في ذلك واحد , فنفي الشك يفيد ثبوت اليقين , وثبوت اليقين يفيد نفي الشك .

الثالث القبول: لها المنافي لرد مدلولها , قال الله تعالى : (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون) والآيات هنا المراد بها القرآن ومعظمه في حق هذه الكلمة , وذكروا ووعظوا , وهم لا يستكبرون أي عن الإيمان بالله وطاعته وذلك هو حقيقة التأله المنفي عن سوى الله بـ˝لا إله˝ المثبت له سبحانه بـ˝إلا الله˝ , ولا رد أعظم من الاستكبار ولهذا قال تعالى في حق من ردها بعد أن ذكر ما وعدهم به من العذاب أنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون , ويقولون : (أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون), فلم يتركوا آلهتهم المنفية بلا إله ولم يقبلوا إثبات إلا الله , فقال تعالى تكذيبا لهم وتصديقا لنبيه صلى الله عليه وسلم :(بل جاء بالحق وصدق المرسلين) , وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مثل ما بعثني الله به من الدين والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بشر الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به» , فانظر هذا الحديث واعتبر به فهو عبرة لأولي الأبصار فإنك إذا أمعنت النظر فيه رأيته يحتوي على ما لم يتسع له المجلدات الكبار , والمقصود هنا أن المثلين الأولين لمن قبل هدي الله الذي هذه الكلمة أصله وإن كانوا على درجتين متفاوتتين , والمثل الثالث لمن لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبله فلم ينتفع هو ولم ينفع غيره , بل هو ضرر محض على نفسه وعلى غيره .

الرابع الانقياد: لمعناها المنافي لترك العمل بمقتضاها , قال الله تعالى :(ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) الآية , يسلم وجهه إلى الله فينقاد ويقبل على طاعته وهو محسن أي موحد , فقد استمسك بالعروة الوثقى أي بلا إله إلا الله , فخرج بذلك من لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنا فإنه لم يتمسك بها وهو المعني بقوله تعالى بعد ذلك (ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور , نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ) , وفي الأربعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» فجعل الشرط في الإيمان أن ينقاد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .

الخامس إخلاص: الدين لله عز وجل المنافي للشرك الذي لا يقبل معه , قال الله تعالى (ألا لله الدين الخالص) , وقال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين), وقال تعالى (قل الله أعبد مخلصا له ديني) , وقال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) , وقال تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) الآية , فجعل الله تعالى الشرط كونهم مع المؤمنين أن يخلصوا دينهم لله فمن قالها ظاهرا ولم يك مخلصا فليس هو مع المؤمنين بل هو مع المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود وجابر وغيرهما , ولما قال له أبو هريرة من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال : «من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه» , وهذا مما لا يحتمل التأويل ولا يحتاج إلى تفصيل .

السادس الصدق: المنافي للكذب , وهو أن يتواطأ على ذلك القلب واللسان , قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين), وقال تعالى في كشف ما أضمره المنافقون وهتك أستارهم حيث أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر :(ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين , يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون , في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) فزاد الله قلوبهم مرضا وأنها لم تواطئ ألسنتهم فهم أشر من الكفار, ومأواهم الدرك الأسفل من النار, وقد بين الله عز وجل في سورة التوبة كثيرا من فضائحهم بقوله سبحانه وتعالى ومنهم و منهم وكذا في سورة النساء وإذا جاءك المنافقون وغيرها يشهد سبحانه أنهم لكاذبون , وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار»متفق عليه , وفي حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أركان الإسلام التي أعظمها هذه الكلمة لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : هل علي غيرها؟ قال : لا , إلا أن تطوع , قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفلح إن صدق», فاشترط في فلاحه أن يكون صادقا فخرج بذلك الكاذب المنافق فإنه لا فلاح له أبدا بل له الخيبة والردى عياذا بالله من ذلك .

السابع المحبة: وهو أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله , قال تعالى :(والذين آمنوا أشد حبا لله) , وقال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) الآية , وقال تعالى :(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) الآية , فوصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم أشد حبا وأنهم يحبهم ويحبونه وأنهم لا يوادون من حاد الله ورسوله ولا يتولوهم , قال تعالى :(ومن يتولهم منكم فإنه منهم , إن الله لا يهدي القوم الظالمين) , وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» وفيه أيضا عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»
.
أهــــــــ
 
أرجو المعذرة من الاخ أبو ليث أن يتقبل مني هاته الزيادة لاني كنت سأضعها في المشاركة الاولى لكن حصل وأن خرجت من البيت ولما رجعت ضننت اني وضعت الحديث فأكملت الاجابة ونسيت وضعه
وهو تابع للجواب عن محل الشهادتين من الدين

ودليلها كذلك الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا حصين: أخبرنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله). قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

وهذا دليل على أن شهادة لا إله إلا الله تعصم دم المرئ وماله وإن قالها وهو خائف القتل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ- ما محل الشهادتين من الدين
الشهدادتين تدخل صاحبهما إلى الدين فقد روي الامام أبي داود في سننه رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال:(
إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن...........الحديث)
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ( وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة أن أول ما تؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فبذلك يصير الكافر مسلماً ) أهـــ

ب-أ- دليل شهادة أن لا إله إلا الله
قوله تعالى :(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [الأنبياء : 25] وقوله تعالى ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [آل عمران : 6] وقال كذلك ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [آل عمران : 18]
ب-ب معناها
ومعنى لا إله إلا الله هو: لا معبود بحق إلا الله وما دون الله باطل، وفي الجملة نفي وإثبات
النفي( لا إله ) :
تنفي جميع المعبودات وجميع الآلهة بغير حق

الاثبات ( إلا الله ): تثبت العبادة لله وحده
ودليل ذلك قوله تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) [الحج : 62]
ج_
شروطها من الكتاب و السنة:
قد نضم الشيخ أحمد حكمي في كتابه ( معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الاصول) شروطها في أبيات وهي :

وبشروط سبعة قد قيدت *** وفى نصوص الوحى حقا وردت
فانه لم ينتفع قائلها **** بالنطق الا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول **** والانقياد فادر ما أقول
والصدق والاخلاص والمحبه **** وفقك الله لما أحبه

وقد شرحها رحمه الله في رسالة (
مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام )

الأول العلم: بمعناها الذي دلت عليه وأرشدت إليه , قال الله تعالى : (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) أي شهدوا بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم , وفي مسلم عن عثمان رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» فقيدها بالعلم بمعناها وهو نفي العبادة عن كل ما سوى الله عز وجل , وإثباتها لله وحده لا شريك له , أما من هذى بها هذيانا ككلام النائم لا يعلم معناها , فكيف ينفي ما نفت ويثبت ما أثبتت وهو لا يعلم شيئا من ذلك أم كيف يعمل بمقتضى ما لا يعلمه .

الثاني اليقين: بما دلت عليه في الشهادة والغيب , المنافي لمناقضه من الشك و الريب , قال تعالى : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) , فقصر الإيمان عليهم مع التقيد بكونهم لم يرتابوا أي لم يشكوا , فلا إيمان لمن قالها شاكا مرتابا , و لو قالها بعدد الأنفاس , ولو صرح بها حتى يسمع جميع الناس , وفي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» , وفيه من حديثه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال : «اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة» الحديث , فقيد استحقاق قائلها دخول الجنة وتبشيره بها بكونه غير شاك فيهما , وبكونه مستيقنا بها قلبه , والمعنى في ذلك واحد , فنفي الشك يفيد ثبوت اليقين , وثبوت اليقين يفيد نفي الشك .

الثالث القبول: لها المنافي لرد مدلولها , قال الله تعالى : (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون) والآيات هنا المراد بها القرآن ومعظمه في حق هذه الكلمة , وذكروا ووعظوا , وهم لا يستكبرون أي عن الإيمان بالله وطاعته وذلك هو حقيقة التأله المنفي عن سوى الله بـ˝لا إله˝ المثبت له سبحانه بـ˝إلا الله˝ , ولا رد أعظم من الاستكبار ولهذا قال تعالى في حق من ردها بعد أن ذكر ما وعدهم به من العذاب أنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون , ويقولون : (أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون), فلم يتركوا آلهتهم المنفية بلا إله ولم يقبلوا إثبات إلا الله , فقال تعالى تكذيبا لهم وتصديقا لنبيه صلى الله عليه وسلم :(بل جاء بالحق وصدق المرسلين) , وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مثل ما بعثني الله به من الدين والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بشر الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به» , فانظر هذا الحديث واعتبر به فهو عبرة لأولي الأبصار فإنك إذا أمعنت النظر فيه رأيته يحتوي على ما لم يتسع له المجلدات الكبار , والمقصود هنا أن المثلين الأولين لمن قبل هدي الله الذي هذه الكلمة أصله وإن كانوا على درجتين متفاوتتين , والمثل الثالث لمن لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبله فلم ينتفع هو ولم ينفع غيره , بل هو ضرر محض على نفسه وعلى غيره .

الرابع الانقياد: لمعناها المنافي لترك العمل بمقتضاها , قال الله تعالى :(ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) الآية , يسلم وجهه إلى الله فينقاد ويقبل على طاعته وهو محسن أي موحد , فقد استمسك بالعروة الوثقى أي بلا إله إلا الله , فخرج بذلك من لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنا فإنه لم يتمسك بها وهو المعني بقوله تعالى بعد ذلك (ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور , نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ) , وفي الأربعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» فجعل الشرط في الإيمان أن ينقاد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .

الخامس إخلاص: الدين لله عز وجل المنافي للشرك الذي لا يقبل معه , قال الله تعالى (ألا لله الدين الخالص) , وقال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين), وقال تعالى (قل الله أعبد مخلصا له ديني) , وقال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) , وقال تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) الآية , فجعل الله تعالى الشرط كونهم مع المؤمنين أن يخلصوا دينهم لله فمن قالها ظاهرا ولم يك مخلصا فليس هو مع المؤمنين بل هو مع المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود وجابر وغيرهما , ولما قال له أبو هريرة من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال : «من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه» , وهذا مما لا يحتمل التأويل ولا يحتاج إلى تفصيل .

السادس الصدق: المنافي للكذب , وهو أن يتواطأ على ذلك القلب واللسان , قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين), وقال تعالى في كشف ما أضمره المنافقون وهتك أستارهم حيث أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر :(ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين , يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون , في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) فزاد الله قلوبهم مرضا وأنها لم تواطئ ألسنتهم فهم أشر من الكفار, ومأواهم الدرك الأسفل من النار, وقد بين الله عز وجل في سورة التوبة كثيرا من فضائحهم بقوله سبحانه وتعالى ومنهم و منهم وكذا في سورة النساء وإذا جاءك المنافقون وغيرها يشهد سبحانه أنهم لكاذبون , وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار»متفق عليه , وفي حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أركان الإسلام التي أعظمها هذه الكلمة لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : هل علي غيرها؟ قال : لا , إلا أن تطوع , قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفلح إن صدق», فاشترط في فلاحه أن يكون صادقا فخرج بذلك الكاذب المنافق فإنه لا فلاح له أبدا بل له الخيبة والردى عياذا بالله من ذلك .

السابع المحبة: وهو أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله , قال تعالى :(والذين آمنوا أشد حبا لله) , وقال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) الآية , وقال تعالى :(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) الآية , فوصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم أشد حبا وأنهم يحبهم ويحبونه وأنهم لا يوادون من حاد الله ورسوله ولا يتولوهم , قال تعالى :(ومن يتولهم منكم فإنه منهم , إن الله لا يهدي القوم الظالمين) , وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» وفيه أيضا عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»
.
أهــــــــ
أحسن الله اليك، أفدتني و الله، كما أتمنى أن يستفيد باقي الاخوة و الأخوات.
 
أرجو المعذرة من الاخ أبو ليث أن يتقبل مني هاته الزيادة لاني كنت سأضعها في المشاركة الاولى لكن حصل وأن خرجت من البيت ولما رجعت ضننت اني وضعت الحديث فأكملت الاجابة ونسيت وضعه
وهو تابع للجواب عن محل الشهادتين من الدين

ودليلها كذلك الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا حصين: أخبرنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله). قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

وهذا دليل على أن شهادة لا إله إلا الله تعصم دم المرئ وماله وإن قالها وهو خائف القتل
اضافة طيبة.
 
بِسم الله الرّحمن الرّحيمِ
السّلامُ عَليكمُ ورَحمةُ الله تعالى وبَركاتهُ

ربّ احفِظ هذا الجَمْعِ، ويسّر لهُمُ كُلّ أمرٍ، ونفّس عَنهُم كُلّ كَربٍ، وارضَ عنهُم، وثبّتهُم وانفعَ بهِم عِبادكَ؛ يا حيُّ يا قيّومُ.

شَكرَ ربَُنا جلّ وَعلا لإخوانيَ وإخواتيَ؛ الذينَ لا يَزالونَ هُنا؛ يَنتَقونَ مِن عَناقيدِ الخَيرِ فيَفيدونَ إخوانَهُم.

السؤال السابع من المرحلة الأولى:
س : ما محل الشهادتين من الدين، وما دليل شهادة أن لا إله إلا الله، ثم ما معناها، وما هي شروطها من الكتاب و السنة؟

الحَمدُ للهِ تَعالى.
أمّا محلُّ الشّهادتينِ من الدّين – القَصدُ حفظكُمُ الله: شَهادةُ أن لا إله إلاّ الله و شَهادةُ أنّ مُحمّداَ رسولُ الله -:
فلا يدخُل العَبد في الدّين إلاّ بهِما. فهُما مُتلازمتان فشروط الشّهادة الأولى هي شروط في الثّانية كما أنها هي شُروط في الأولى. والشّهادَتانِ أعظَمُ أركانِ الإسلامِ.

وأمّا دَليلُ ( شَهادةِ أن لا إله إلاّ الله ):
فمِن الكِتابِ: قولُ الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) [النور: 62] – هُنا تأكيدُ شَرط الشّهادتين مَعاً -
وقولُ الله تَعالى: ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )[آل عِمران: 18]
وقولهُ تَعالى: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) [مُحمّد:19]،
وقولهُ تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ )[ص: 65]

و قولهُ تَعالى: ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ) [المؤمنون: 91] الآيات.
وقولهُ تَعالى: ( قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً )[الإسراء:42].

وأمّا الأدلّةُ مِن السّنةِ المُطهّرَةِ فكَثيرةُ مِنها المُطلقَةُ ومِنها المُقيّدةُ: مِثالُ قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله، وأن مُحمّداً رسول الله، ويُقيموا الصّلاة، ويؤتوا الزّكاة، فإذا فعلوا ذلك، عَصموا منّي دماءَهم وأموالهم، إلاّ بحق الإسلام، وحِسابهم على الله تعالى " ( رواه البُخاري ومُسلم ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من شَهد أن لا إله إلا الله: وحده لا شريك له، وأن مُحمّداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، أدخله الله الجنّة على ما كان من العَمل" ( رواهُ البُخاريّ ومُسلم ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول-صلى الله عليه وسلم- قال: « يا أبا هريرة اذهب بنعلي هاتين - وأعطاه نعليه - فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنًا بها قلبه ، فبشره بالجنة » .( رواهُ مُسلمُ ).

وأمّا مَعناها: أي لا مَعبود بحقّ إلاّ الله، أي أن كلّ ما عُبِد من دون الله فهو باطل. ‏
والعبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

وركنا الشّهادة هُما: النّفي والإثبات.
نفيُ: استِحقاقِ العِبادة عن كلّ ما سِوى الله، ( لا إلهَ ).
ويَقتضي: الكُفر بالطاغوتِ وبكلّ ما يُعبد من دونِ الله سُبحانه، وبكلّ دين وملّة غَير ملّة الإسلام والبَراءة من الشّرك والكُفر وأهله.
وإثباتُ: العِبادة لله وحدَه لا شَريك له في عِبادته و في مُلكه. ( إلاّ الله ).

ويقتضي: الإيمان باللهِ سُبحانه وتَعالى ومَحبّة أهلِ التّوحيدِ.

‎‎ قال عزّ وجلّ: ( فمَن يكفُر بالطّاغوت ويؤمن بالله فَقد استَمسك بالعُروة الوُثقى لا انفصام لَها والله سَميع عليم ) [البقرة: 256]. ‏

‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّه ) رواهُ مُسلم ). ‏

قال شارح الطّحاويّة ـ رحمه الله تَعالى ـ:
«وإثبات التّوحيد بهذه الكلمة باعتبار النّفي والإثبات المُقتضي للحَصر، فإن الإثبات المجرد قد يتطرق إليه الاحتمال، ولهذا ـ والله أعلم ـ لمّا قال تعالى: ( وَإلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ ) قال بعدهُ:
( لاَّ إلَهَ إلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) [البقرة:163].


وأمّا وقولنا: ( لا مَعبودَ " بحقّ " ) لنُخرج من عُبِدَ بالباطل، وهم كلّ من صَرف له نوع من أنواع العبادة من دون الله تعالى، وهم كثير من الأصنام ومن الصّالحين ومن غيرهم .

وأمّا شُروط ( لا إله إلاّ الله )
:

1- العلم: بمعناها نفياً وإثباتاً.. بحَيث يَعلمُ القلبُ ما ينطِق به اللّسان.
قال تعالى: ( فاعلَم أنَّه لا إله إلاّ الله ) [محمّد: 19]،
وقوله سُبحانه: ( إلاّ من شهد بالحقِّ وهم يَعلمون ) [الزّخرف: 86].
وقال صلى الله عليه وسلم: « من ماتَ وهو يَعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنّة » [رواه مسلم].

2- اليَقين: هو كمال العِلم بها المُنافي للشّكّ والرّيب.
قال تعالى: ( إنَّما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصَّادقون ) [الحجرات: 25].
وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله، وآني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » [رواه مسلم].

3- الإخلاصُ: المُنافي للشّرك.
قال تعالى: ( ألا لله الدّين الخالِص ) [الزمر: 3]، وقوله تعالى: ( وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدّين حُنفاء ) [البينة: 5].
قال صلى الله عليه وسلم: « أسعدُ النّاس بشَفاعتي يوم القيامةِ من قال لا إله إلاّ الله خالِصاً مُخلصاً من قلبه » [رواه البخاري].

4- المَحبّة: لهذه الكلمة ولما دلّت عليه، والسّرور بذلك.
قال تعالى: ( ومن النَّاس من يتّخذ من دون الله أنداداً يحبُّونهم كحبِّ اللهِ والَّذين آمنوا أشدُّ حُباً للهِ ) [البقرة: 165].
وقال صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد حَلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يَعود في الكُفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النّار » [متفق عليه].

5- الصّدق: المُنافي للكَذب المانِع من النّفاق.
قال تعالى: ( فلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذين صَدَقُوا ولَيَعْلَمَنّ الكاذبين ) [العنكبوت: 3].
وقال تعالى: ( والَّذي جاء بالصِّدق وصدَّق به أولئك هُمُ الْمتَّقون ) [الزمر: 33].
وقال صلى الله عليه وسلم: « من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمّداً رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة » [رواه أحمد].

6- الانقيادُ لحُقوقها: وهي الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته.
قال تعالى ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) [الزمر: 54].
وقال تعالى: ( ومن يُسلم وجهه إلى الله وهو محسنٌ فقد استمسك بالعُروة الوُثقى ) [لقمان: 22].

7- القَبول: المُنافي للرّدّ. فقد يقولها من يعرفها لكن لا يقبلها ممّن دعاه إليها تعصّباً أو تكبّراً.
قال تعالى: ( إنَّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللهُ يستكبرُون ) [لصافات: 35].

وبعضُ أهل العِلم جَعلها أكثَر من سبعةٍ:

فكان الشّرط الثّامِن: الكُفر بالطاغوتِ.

إذ لا إيمان إلا بعد الكفر بالطاغوت ظاهرًا وباطنًا، قال تعالى: ﴿ فَمَن يكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:256].
وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل:36].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله».
قال الشّيخ المُجدّد مُحمّد بن عبدالوهّاب رحمهُ اللهُ تَعالى: «فمن عبد الله ليلاً ونهارًا، ثم دعا نبيّاً أو وليّاً عند قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله، لأن الإله هو المدعو، كما يفعل المشركون عند قبر الزّبير أو عبد القادر أو غيرهم، ومن ذبح لله ألف ضحيةٍ ثم ذبح لنبي أو غيره فقد جعل إلهين اثنين: ﴿ قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْياي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام:162]».

- وممّا زيدَ أيضاً - الشّرط التّاسِع : الموتُ عَليها.
فمَن خُتم له بالتوحيد ومات عليه فهو من أهل الجنة، ومن خُتم له بالشرك ومات عليه فهو من أهل النار.
قال تعالى: ﴿ وَمَن يرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون ﴾ [البقرة:217].
وقال تعالى: ﴿ إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أََجْمَعِينَ، خَالِدِينَ فِيهَا لا يخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ ينظَرُونَ ﴾ [البقرة:162،161].
فعلق الله سبحانه وتعالى عذابهم في النار وخلودهم فيها بالموت على الكفر المُناقض للتّوحيد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد قال: لا إله إلاّ الله ثمّ ماتَ على ذلك إلاّ دخل الجنّة».

مَسألةٌ: زيادَةُ الشّروطِ عَن سَبعةٍ عندَ بعضِ أهلِ العِلمِ؛ لا يَعني الاختِلافُ هُنا ولكِن علّ بعضَهُم أدخَل شَرطينِ أو أكثَرَ مِن شَرطٍ.
واللهُ تَعالى أعلى وأعلمُ.

فائدةٌ:


كِتابُ تَيسير الإلهِ بشَرح أدلّةِ شُروطِ لا إله إلاّ الله - للشّيخ عُبيدالله بن عَبدالله الجابريّ.

قالَ الشّيخ المؤلّف رحمهُ اللهُ تَعالى في مُقدّمة كِتابهِ:
( فهذا مُختَصر ضمّنتهُ شَرحاً لِما استدلّ بهِ إمام الدّعوةِ المُباركة الشّيخ مُحمّد بِن عَبدالوهّاب رحمه اللهُ تَعالى عَلى شُروط لا إله إلا الله ، وسَمّيته " تَيسير الإلهِ بشَرح أدلّة شُروط لا إله إلاّ الله " ).

الرّابِطُ
:
( تَيسيرُ الإلهِ بشَرح أدلّة شُروط لا إله إلاّ الله ).
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=2519&stc=1&d=1268559292

والمُختَصرُ جِدّ قيّمٌ، أسألُ اللهَ تَعالى أن يَنفعَنا جَميعاً بهِ.

تَصريحٌ: أمّا السّؤالُ أعلاهُ - حَفِظَ إخوانيَ وإخواتيَ ربّي عزّ وجلّ - فالحَقُّ قَد تشعّبَ إلى مَسائِلَ هامّةٍ، ودَقائِقَ عَظيمَةٍ؛ حريٌّ أن نَقِفَ عندَها، ونَنهَلَ مِنها؛ ولكن علّ المَقام َليسَ هُنا.

رفعَ ربُّنا جلّ وَعلا للقائمينَ عَلى هذه المُنافَسَةِ، والمُشاركينَ فيها قَدراً، وزادَهُم - بمنّهِ - إحساناً وتَوفيقاً وعِلماً نافِعاً.


 
أحسن الله اليك أختي ( راجية الغفران) و أكرمك بخير ما يكرم به امائه الصالحات، اجابة وافية و كافية تغني اللبيب عن كثير البحث و التنقيب، فهي سهلة العبارة جامعة الفائدة سلسة مفيدة للمبتدئ في الطلب و تفيد المراجعة للمتقدم.
نتمنى مشاركة باقي اخواننا و أن لا يخذلونا في هذه المسابقة، اذ فيها من الخير و النفع الدنيوي و الأخروي ما الله به عليم.
ف
(يا ليت قومي يعلمون).
 
السلام عليكم
ليست لى مداخلة فى الموضوع لكننى اشكر صاحب الموضوع الاخ الفاضل ابو ليث
على المجهود الذى يقوم به هو وكل الاعضاء بهذه المواضيع الدينية لتنويرنا وارشادنا وتعليمنا لديننا الحنيف
واتمنىلكم المواصة على هذا النهج لتفيدوا اخوانكم كما تستفيدون انتم بحسنات مواضيعكم
ان الله لايضيع اجر من احسن عملا

شكرا للجميع
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذه العبارة - لا إله إلا الله - عليها قامت الدنيا ومن أجلها بعثت الرسل وعليها جاهدوا الكفار والمشركين وهي أساس الدين فاردت أن أنقل لاخوتي هاته الفائدة من رسالة لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع)
إقتبست من الرسالة

1
ـ مكانة لا إله إلا الله في الحياة

إنها كلمة يعلنها المسلمون في أذانهم وإقامتهم وفي خطبهم ومحادثاتهم وهي كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله رسله وأنزل كتبه وشرع شرائعه، ولأجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين وكفار، فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب، وعليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وعنها يسأل الأولون والآخرون...فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين: (ماذا كنتم تعبدون، وماذا أجبتم المرسلين)، والجواب الأولى بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقرار وعملاً، وجواب الثانية بتحقيق محمداً رسول الله معرفة وإنقياداً وطاعة
هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى. والعروة الوثقي وهي التي جعلها إبراهيم {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. وهي التي شهد الله بها لنفسه وشهدت بها ملائكته وألوا العلم من خلقه، قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق، ودعوة الحق، وبراءة من الشرك، ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ}. ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، كما قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} وقال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ أَنَا فَاتَّقُونِ}.
قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله. وإن لا إله إلا الله لأهل الدنيا، فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) . وهي أول ما يطلب من الكفار عندما يدعون إلى الإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) الحديث أخرجاه في الصحيحين وبهذا تعلم في الدين وأهميتها في الحياة وأنها أول واجب على العباد لأنها أساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال.

2 إعرابها :
إذا كان فهم يتوقف على معرفة إعربا -الجمل فإن العلماء رحمهم الله قد اهتموا بإعراب لا إله إلا الله- فقالوا: لا -نافية محذوف تقديره-: (حق) أي لا إله حق، وإلا والله استثناء من الخبر المرفوع -والإله معناه: المألوة بالعبادة- وهو الذي تألهه القلوب وتقصده رغبة إليه في حصول نفع أو دفع ضرر، ويغلط من قدر خبرها بكلمة: (موجودة أو معبود) فقط، لأنه يوجد معبودات كثيرة من الأصنام والأضرحة وغيرها ولكن المعبود بحق هو الله، وما سواه فمعبود لالباطل وعبادته باطلة، وهذا مقتضى ركني لا إله إلا الله.

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذه العبارة - لا إله إلا الله - عليها قامت الدنيا ومن أجلها بعثت الرسل وعليها جاهدوا الكفار والمشركين وهي أساس الدين فاردت أن أنقل لاخوتي هاته الفائدة من رسالة لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع)


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم وحفظ الله الشيخ صالح ونفعنا بعلمه
أستسمح الأخ أبو ليث في وضع هذه المطوية من إنجاز الإخوة في منتديات الآجري، رفعتها من جهاز، حول حقيقة الشهادتين للشيخ الفوزان أيضًا، وأسأل الله أن ينفع بها:
هنا
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

 
الأخ عبد الرحمان و ألأخت انسانة ما، ماذا عساني أن أقول الا رفع الله قدركما وأجزل لكم المثوبة و الأجر.
 
السؤال السابع من المرحلة الأولى:
س : ما محل الشهادتين من الدين وما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ثم ما معناها وما هي شروطها من الكتاب و السنة ؟؟
س : ما محل الشهادتين من الدين؟؟
جـ : لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ، قال الله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله » " (1) . الحديث ، وغير ذلك كثير .
_________
(1) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ، ومسلم ( الإيمان / 32 ، 33 ، 34 ، 35 ، 37 ) ، وغيرهما .
س : ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ؟

جـ : قول الله تعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وقوله تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } ، وقوله تعالى : { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ } ، وقوله تعالى : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ } . الآيات ، وقوله تعالى : { قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } . الآيات ، وغيرها .
س : ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟

جـ : معناها نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته ، كما أنه ليس له شريك في ملكه ، قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ }{ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .
س : ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها - إلا باجتماعها فيه ؟

جـ : شروطها سبعة : الأول : العلم بمعناها نفيا وإثباتا . الثاني : استيقان القلب بها ، الثالث : الانقياد لها ظاهرا وباطنا . الرابع : القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها . الخامس : الإخلاص فيها . السادس : الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط . السابع : المحبة لها ولأهلها ، والموالاة والمعاداة لأجلها .
س : ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ؟

جـ : قول الله تعالى : { إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } ، أي بلا إله إلا الله ، { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » " (1) .
_________
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 43 ) .
س : ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ؟

جـ : قول الله عز وجل : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا } إلى قوله { أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : « من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة » (2) . كلاهما في الصحيح .
_________
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 44 ، 45 ).
(2) رواه مسلم ( الإيمان / 52 ) .
س : ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به » " (1) .
_________
(1) ( إسناده حسن إن شاء الله ) ، رواه الحسن بن سفيان في الأربعين له ، ورواه الإمام البغوي في شرح السنة ( 1 / 213 ) ، وتاريخ بغداد ( 4 / 369 ) من حديث عبد الله بن عمرو ، وإسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد ، وقال ابن عساكر : وهو حديث غريب ، قال الألباني : يعني ضعيف ، اهـ . ( تعليقه على السنة لابن أبي عاصم 15 ) وقد صحح إسناده الإمام النووي ( ونعيم بن حماد يخطى كثيرا ، فقيه عارف بالفرائض ) ، قال الحافظ : وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال : باقي حديثه مستقيم . وانظر ترجمة نعيم بن حماد في كتاب التنكيل جـ 1 ص 507 ، وقال الحافظ أيضا : وقال أبو أحمد الحاكم : ربما يخالف في بعض حديثه ، وقد مضى أن ابن عدي يتتبع ما وهم فيه فهذا أفضل القول فيه . وقد ذكر الذهبي في الميزان ثمانية أحاديث وكأنها أشد ما انتقد على نعيم ، وليس هذا الحديث منها .
س : ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ؟

جـ : قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ } إلى قوله : { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } . الآيات ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به » . (1) .
س ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ؟

_________
(1) رواه البخاري ( 79 ) ، ومسلم ( الفضائل / 15 ) ، وأحمد ( 4 / 399 ) .
جـ : قال الله تعالى : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ، وقال تعالى : { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (1) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله » " (2) .
_________
(1) رواه البخاري ( 99 ) ، وأحمد ( 2 / 373 ).
(2) رواه البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( مساجد / 263 ) .
س : ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ؟

جـ : قال الله تعالى : { الم }{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } إلى آخر الآيات ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار » (1) ، وقال للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال : « والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلح إن صدق » " (2) .
_________
(1) رواه البخاري ( 128 ) ، ومسلم ( الإيمان / 53 ).
(2) رواه البخاري ( 46 ، 1891 ) ، ومسلم ( الإيمان / 8 ، 9 ) ، وأحمد ( 1 / 162 ) ، وأبو داود ( 391 ) .
س : ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ؟

جـ : قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ }{ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار » " (1) .
_________
(1) رواه البخاري ( 16 ، 21 ، 6941 ) ، ومسلم ( الإيمان / 67 ، 68 ) .
س : ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ؟

جـ : قال الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } إلى قوله : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } إلى آخر الآيات ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ } الآيتين ، وقال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } الآية ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ } إلى آخر السورة ، وغير ذلك من الآيات .
 
كل المشاركين معنا حازوا العلامة الكاملة و ذلك لمشاركاتهم الطيبة و النافعة.
 
السؤال الثامن من المرحلة الأولى:
س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما معناها و ما هي شروطها، و هل تقبل شهادة التوحيد (لا اله الا الله) مستقلة عنها؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخ أبو ليث على الجهد الذي تبذلونه في نشر العقيدة الصحيحة.
نفع الله بكم
إجابتي ستكون كالعادة مما أحفظه من المتون والشُروحات دون النقل
والله الموفق


السؤال الثامن من المرحلة الأولى:
س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم

الأدلة في هذا الباب كثيرة، فالآيات والأحاديث كثيرة.
ولكنِّي سأكتفي بما يلي:
يقول تعالى: (إنَّا أرسلنا إليكم رسولا شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا .. الآية). وقوله تعالى في سورة التوبة: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم). وقوله تعالى في سورة الفتح: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .. الآية) وهذه الآية خير دليل.
ومن السنَّة -كما ذكرنا سابقًا- حديث جبريل -عليه السلام- وكذلك قول حديثي بن عمر -رضي الله عنهما- : (بني الإسلام على خمس .. الحديث) و: (أمرتُ أن أقاتل النَّاس .. الحديث) والحديث المروي عن بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيِّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).


السؤال الثامن من المرحلة الأولى:
ثم ما معناها

معناها: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
والدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله)، وقوله: (ما نهيتكم عند فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم .. الحديث). وكذلك قوله في الحديث المروي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
ومما تقتضيه شهادة أن محمدًا رسول الله أن لا يعتقد المسلم أن للرسول -صلى الله عليه وسلم- قدرة على التصرف في الكون ولا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه أو لغيره شيئًا من دون الله؛ والدليل قوله تعالى: (قل إنِّي لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلاَّ ماشاء الله .. الآية).

و ما هي شروطها

بالنسبة لشروطها، فقد قال أهل العِلم أن شروطها هي نفسها شروط شهادة التوحيد.
وقد ذكر الشيخ الفوزان -حفظه الله- هذه الشروط في كتابه عقيدة التوحيد -نقلتها لكم من المطوية التي وضعتها في ردي السابق- لعموم الفائدة:
* الأعتراف برسالته وأعتقادها باطنا في القلب.
* النطق بذلك والاعتراف به ظاهراللسان .
* المتابعة له بأن يعمل بما جاء به من الحق ، ويترك مانهى عنه من الباطل .
* تصديقه فيما أخبر من الغيوب الماضية والمستقبلية .
* محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين .
* تقديم قوله على قول كل أحد، والعمل بسنته .


و هل تقبل شهادة التوحيد (لا اله الا الله) مستقلة عنها

لا، فالشهادتين متلازمتين، فمن شهد أن لا إله إلاَّ الله ولم يُقر بأن محمَّدًا رسول الله لم تُقبل شهادته وكانت مردودة عليه.

هذا والله أعلى وأعلم بالصواب
وفق الله الجميع للعلم النَّافع والعمل الصالح

 
آخر تعديل:
بارك الله فيك أختي، و نفع بما تقولين و تنقلين، نتمنى انضمام باقي الاخوة الأفاضل و الأخوات الكريمات.
 
الأخ عبد الرحمان و ألأخت انسانة ما، ماذا عساني أن أقول الا رفع الله قدركما وأجزل لكم المثوبة و الأجر.


بارك الله فيكم ونفع بكم
نسأل الله أن يرزقنا الاخلاص في القول والعمل ويعلمنا ديننا ويثبتنا على الحق
 
السؤال الثامن من المرحلة الأولى:
س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما معناها و ما هي شروطها، و هل تقبل شهادة التوحيد (لا اله الا الله) مستقلة عنها؟


دليل شهادة محمد رسول الله :
1 - من الكتاب : قوله تعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) [الأحزاب : 40]
وقوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) [الفتح : 29 ]
( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )[المنافقون : 1]

2 - من السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لمعاذ حين بعثه إلى اليمن (إنك تأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوك بذلك فأخبرهم أن الله عز وجل فرض عليهم خمس صلوات في يوم وليلة فإن هم يعني أطاعوك بذلك فأخبرهم أن الله عز وجل فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوك بذلك فاتق دعوة المظلوم)
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم)
وعنه كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال( يا معاذ بن جبل) قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال ( يا معاذ ) قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ) قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال (إذا يتكلوا ) وأخبر بها معاذ عند موته تأثما

ومعنى أشهد أن محمد رسول الله
وهي الاقرار بالقلب واللسان أن محمد عبد الله و رسوله الله صلى الله عليه وسلم مبعوثٌ للعالمين وأنه خاتم النبين والايمان بما جاء به وإمتثال أمره وإجتناب ما نهى عنه وعدم الابتداع في دينه ولا يقدم قول بشر على قوله والتمسك بسنته

والدليل على ذلك
1 - الاقرار بالقلب والسان : قوله تعالى للمنافقين ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) [المنافقون : 1]
أي أن المنافقين يشهدون بألسنتهم ولا يشهدون بقلوبهم فيلزم من الايمان به أن تشهد انه رسول الله بقلبك ولسانك
والدليل على أنه مبعوث للناس كافة إنسهم وجنهم قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء : 107]
والدليل على أنه خاتم النبيين قوله تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) [الأحزاب : 40]
والدليل على وجوب الايمان بما جاء به قوله تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) [النجم : 4]
والدليل على إمثال أمره قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ) [الأحزاب : 36]
والدليل على إجتناب ما نهى عنه قوله صلى الله عليه وسلم:( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )
والدليل على عدم الابتداع في دينه قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
والدليل على عدم تقديم كلام البشر على كلامه ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبوبكر وعمر)
والدليل على التمسك بسنته قوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )

أما شروطها فهي نفس شروط لا إله إلا الله لانهما متلازمتين وهما ركن من أركان الاسلام
ولا تقبل شهادة لا إله إلا الله وحدها بل هما متلا زمتان ومتكاملتان ولذلك قال أهل العلم أن لا إله إلا الله تستلزم الاخلاص ، وأن محمد رسول الله تستلزم الاتباع ولا يقبل العمل إلا بهذين الشرطين

والله أعلم
هذا إجتهاد مني فإن أصبت أحمد الله على ذلك وإن أخطأت فصوبونني لأننا هنا لنتعلم من بعضنا البعض ونساعد بعضنا البعض
 
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ

إخواني وأخواتي؛ باركَ اللهُ فيكُم، وسدّدكُم، والإخلاصَ رزقكُم؛ فلا يَزالُ المُسلمُ – في ذلكَ – مُجتَهِداً.

السؤال الثامن من المرحلة الأولى:
س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما معناها و ما هي شروطها، و هل تقبل شهادة التوحيد (لا اله الا الله) مستقلة عنها؟


الحَمدُ للهِ تَعالى.

1.أمّا دَليلُ شَهادة ( أنّ مُحمّداً رسولُ الله ):
فمنَ الكِتابِ الكَريمِ: قولُ اللهِ تعالى: ( تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ) ( الفُرقان :1 )
وقوله تعالى: ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ). ( الأحزاب: الآية 40 )
وقولهُ جلّ وَعلا: ( لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ ) ( التّوبة: 128) .
وأمّا الدّليلُ – عَلى هذه الشّهادةِ – مِن السّنّةِ المُطهّرةِ: قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله، وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً ). والحديثُ الذي رواهُ عبدالله بن عُمر رضى الله عنهُما؛ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ: " أمرتُ أن أقاتل النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله".
وقد زادَ وُضوحاً في حديثِ جبريل عَليه السّلامِ في سؤالهِ: أخبرني عن الإسلام؟ فأجابَ نبيّنا صلى الله عليه وسلم: " أن تَشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله" وذكر أركان الإسلام ثمّ سأله عن الإيمان فقال: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورُسله...
فمنهُ يُفهمُ تقرُّر: أنّ الإيمان به صلّى الله عليه وسلّمَ مُحتاج إلى العقد بالجَنان، والإسلام بهِ مُضطرٌّ إلى النّطق باللّسان وهذه الحالة المحمودة التّامة.

2.وأمّا معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" – كَما بيّنهُ سَماحة الوالد ابن عثيمين رحمهُ اللهُ تَعالى - فهو الإقرارُ باللّسان والإيمان بالقَلب بأنّ محمّد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله –عزّ وجلّ- إلى جميع الخلق من الجنّ والإنس؛
كما قال الله –تعالى-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (لأعراف:158)
وقولهُ – تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً). (الفرقان:1) .

- وعلّ نعرّجُ عَلى هذه الفائدةِ – أركانُ شَهادةِ ( أنّ مُحمّداً رسولُ اللهِ ): أركانُها اثنانِ:
1- عبدهُ: أي المَملوك العابد قال تعالى: ( أليس الله بكاف عبده ) الزّمر :36
2- ورسولهُ: أي المبعوث إلى النّاس كافّة بالدّعوة إلى الله بشيراً ونذيراً. وهُما – أي الرّكنانِ - ينفيانِ الإفراطَ والتّفريط في حقّه صلى الله عليه وسلّم، وهو أكملُ الخَلق في هاتين الصّفتينِ الشّريفتينِ.

3.وأمّا مُقتَضى هذه الشّهادةِ ( شُروطها )؛ فهي ذاتُها شُروطُ شَهادةُ ( لا إله إلاّ الله ).

وقد فصّلها سَماحةُ الوالِد العلاّمةِ/ مُحمّد بِن صالِح العثيمين رَحمهُ اللهُ تَعالى؛ في كِتابهِ ( شَرح الأربعين النّوويّةِ ): فقالَ رحمهُ اللهُ تَعالى:

1. أن تُصدّق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما أخبرَ؛ كَما قال عزّ وجل في القرآن: (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (الذريات: الآية23)
2. وأن تمتثِل أمرَه فيما أمَر، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )(الأحزاب: الآية36)
3. وأن تجتنبَ ما عنهُ نهى وزجَر، لأنّ الله تعالى قال: ( وَاتَّبِعُوهُ ) (الأعراف: الآية 158)،
وقولُ رسولِنا عليهِ الصّلاةُ والسّلامِ مُحذّراً مِن عَدمِ اتّباعهِ: (لاَ ألْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى أَرِيْكَتِه أي جالساًً متبختراً متعاظماً يَأْتِيْهِ الأَمْرُ مِنْ عِنْدِيْ فَيَقُولُ مَا أَدْرِيْ، مَا كَانَ فِيْ كِتَابِ اللهِ اِتَّبَعْنَاهُ ).
4. وأن لا تعبد الله إلاّ بما شَرع ( أي وردَ عَن نبيّهِ )،
و 5. أن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدٌ لا يُعبد، ورسولٌ لا يَكذبُ، ولا يَملكُ لنفسه ولا لغيره شيئاً من النّفع أو الضر إلا ما شاء الله؛ كما قال الله – تعالى-:
(قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )(الأنعام: الآية50).
فهو عبدٌ مأمورٌ يَتبع ما أمر بهِ، قال الله –تعالى-:
(قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (الجن:21)
(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجـن:22)
وقال –سُبحانه-: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:188).

4. وأمّا مَحلّ الشّهادتينِ: شَهادةُ ( لا إله إلاّ الله ) وشَهادةُ ( مُحمّداً رسولُ الله ): أنّهُما مُتلازِمتانِ؛ فَلا تَكفي شَهادة التّوحيد – لا إله إلاّ الله - فلا بدّ من الإتيانِ بالشّهادتين معاً مَع الجَزم واليَقينِ.
فكما قال المُباركفوري- في"تُحفة الأحوذي": الشّهادة الأولى - شَهادة أن لا إله إلا الله – فيها إقرار بالتّوحيد، والثّانية فيها إقرار بالرّسالةِ.
قالَ صلّى الله عليه وسلّم: ( ما مِن أحَد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه إلا حرّمه الله على النّار ) ( رواهُ أحمَد ).
فالشّهادتانِ – مَعاً - هُما أصل الإسلام، وهُما أساس الملّة، وبهما يدخُل الكافِرُ في الإسلام، ويحسب من أهلهِ، ويُطالب ببقيّة حُقوق الإسلامِ.
واللهُ تعالى أعلى وأعلمُ.

فائدَةٌ:

( حاشِيةُ ثَلاثةِ الأصولِ ) للشّيخ: عَبدالرّحمان بن محمّد بن قاسِم؛ حفظهُ اللهُ تعالى.

http://www.archive.org/download/marfou3at_saloum_al-saloum/hashiat-thalathat-osol_ibn-9asim.pdf

بحقّ: نتمنّى تَواجُداً أكثَرَ مِن إخوانيَ وأخواتيَ أعضاءَنا الأكارمَ؛ فَإنّ في هذِه المُراجعاتِ خَيراً عَميماً.

وفّقكمُ اللهُ، ورَعاكُم، وثبّتكُم.

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقط للزيادة وعوم الفائدة وبما أنه سبق لي وأن وضعت في مشاركتي في السؤال عن ( لا إله إلا الله) قول الشيخ أحمد حكمي من رسالته (
مفتاح دار السلامبتحقيق شهادتي الإسلام)
اردت أن أكمل ماتبقى منها وهي في هذا الباب ولما رأيت فيها من نفع كبير وفائدة عضيمة فلم أرد أن أفوت الفرصة على إخوتي ليطلعوا عليها لعلهم ينتفعون بها
قال رحمه الله:

ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله وسلم تصديقه في جميع ما أخبر به عن ربه عز وجل من أنباء ما قد سلف و أخبار ما سيأتي, و في ما أحل من حلال وحرم من حرام ,تصديقا جازما بيقين صادق لا شكوك تداخله ولا أوهام , والامتثال و الانقياد لما أمر به من شرائع الإسلام ,والكف والانتهاء عما نهى عنه من المحارم والأسقام , و اتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والاستسلام , وذلك لأنا إذا علمنا وتيقنا أنه رسول من عند الله عز وجل علمنا وتيقنا أن أمره ونهيه وجميع شرعه إنما هو تبليغ منه لما أمر به الله ونهى عنه وشرعه ولهذا قال تعالى :(من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) , وقال تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) , وقال تعالى :(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) , وقال تعالى :(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله ومعصيته معصية لله واتباعه هو اتباع محاب الله ومرضاته وموجبات مغفرته ورحمته وتحكيمه هو تحكيم ما أنزل الله وكراهية حكمه كراهية حكم الله عز وجل , فهو صلى الله عليه وسلم لم يأمر إلا بما أمر الله به , ولم ينهى إلا عما نهى الله عنه , و لم يشرع إلا بأمر من الله , و لم يحكم إلا بما أراد الله عز وجل ولهذا قال تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) , وقال تعالى : (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين) , وقال تعالى : (قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا, إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) , و قال تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) , فهو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد , ورسول لا يكذب , بل يطاع ويتبع فنشهد أنه عبد الله ورسوله , شرفه الله بالعبودية ونوه بوصفه بها في أشرف مقاماته , فقال تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) , وقال تعالى : (فأوحى إلى عبده ما أوحى) وقال : (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) , وقال تعالى : (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) إلى غير ذلك , وقد شهد تعالى بالرسالة فقال : (والله يعلم إنك لرسوله) , وقال تعالى : (محمد رسول الله) , وقال تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) , وقال تعالى : (رسولا منهم يتلو عليهم آياته) , وقال تعالى : (عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون , الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) .
ونشهد بعموم رسالته إلى الناس جميعا جنهم وإنسهم , قال الله تعالى : (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) , وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) , و قد أخذ الله عز وجل ميثاق النبيين على الإيمان به فقال تعالى : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) , ونشهد أن كل عامل بعد بعثته على خلاف ما بعث به صلى الله عليه وسلم لن يقبل منه مثقال ذرة ولو عمل لأن الله بعثه بدين الإسلام والله تعالى يقول : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) , وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) , ونشهد أنه صلى الله عليه وسلم لم يتوفاه الله عز وجل حتى أكمل لنا به الدين وبلغ ما أرسله به البلاغ المبين , ولم يترك خيرا إلا دل الأمة عليه وأرشدهم إليه , ولا شرا إلا حذرهم منه ونهاهم عنه , وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , وقد أنزل الله عز وجل في حجة الوداع التي هي آخر اجتماعه بالناس (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) , وفيها خطب ذلك الجمع العظيم وقال في خطبته تلك : «ألا هل بلغت , قالوا : نعم , قال : اللهم اشهد , ثلاثا يرفع إصبعه إلى السماء وينكثها إلى الناس اللهم اشهد» الحديث في الصحيحين .

ونشهد أنه خاتم النبيين ولا نبي بعده , ومن ادعى النبوة بعده فهو كاذب ومن صدقه فهو كافر , قال الله تعالى : (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) , وفي حديث الدجال في الصحيحين وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم أنه يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي , وكذا في المسند من حديث ثوبان رضي الله عنه : (وأنه يكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي) , فهو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين حتى الأنبياء والمرسلين .
قال تعالى : (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) قال أهل التفسير : ورفع بعضهم درجات هو محمد صلى الله عليه وسلم , وفي حديث الشفاعة الطويل (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) , ونؤمن بما أجراه الله على يديه من المعجزات الخوارق للعادة التي أعظمها القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد , وقال فيه صلى الله عليه وسلم : (إني تارك فيكم ما إذا تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله) الحديث في الصحيح , ونؤمن بما سيكرمه الله به في الآخرة من الكرامات التي أعظمها المقام المحمود الذي وعده , وأنه أول من يفتح له باب الجنة , إلى غير ذلك مما لا يدخل تحت حصر , والأدلة من الكتاب والسنة على مطالب الشهادتين وشروطها أكثر من أن تحصر , وقد اقتصرنا في كل مسألة على دليل من الكتاب والسنة لقصد الاختصار وإلا فهو بعض من كل , ودق من جل , وقطرة من بحر , وفيه إن شاء الله كفاية لمن أراد الله إخراجه من الظلمات إلى النور , وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




 
العودة
Top