بدأ بناء جسر لندن في عام 1967م، وانتهى بناؤه وتم افتتاحه في يوم 17 مارس 1973, وقد حل هذا الجسر محل جسر لندن الشهير، الذي كان قد تم بناؤه فيما بين عامي 1823و1831م وشرع العمال في فكه عام 1967م، بسبب غوصه في النهر وتصدع أجزاء منه.
الجسر يبلغ 800 قدم (244 متر) في الطول مع برجين كل برج 213 قدم (65 متر) عالية ، مبنية على الأرصفة ، يتم تقسيم المركز 200 قدم (61 م) بين البرجين إلى قسمين متساويين ، والتي يمكن أن تقلب إلى زاوية من 86 درجة للسماح لحركة الملاحة النهرية بالمرور ، جسر البرج يضم محاور قلاب وتشغيل الآلات في قاعدة كل برج.
يعود نظام الألوان الحالي للجسر الى عام 1977، عندما تم رسمها باللون الأحمر والأبيض والأزرق في ليالي اليوبيل الفضي للملكة اليزابيث الثانية ، وقد كان في الأصل تم رسمها في منتصف اللون الأخضر والأزرق. أقرب محطة مترو أنفاق للبرج هى مترو انفاق لندن ، وأقرب محطة سكة حديد دوكلاندز لايت.
تم افتتاح الجسر رسميا في 30 يونيو 1894 من قبل أمير ويلز الملك إدوارد السابع ، وزوجته أميرة ويلز الكسندرا من الدنمارك. جسر البرج لا يزال معبر حيوي من نهر التايمز حيث يعبر عليه أكثر من 40،000 شخص (سائقي السيارات وراكبي الدراجات والمشاة) كل يوم ، هذا الجسر على الطريق الدائري الداخلي في لندن.
جسر البرج (بالإنجليزية: Tower Bridge) هو جسر معلق ومتحرك في مدينة لندن في بريطانيا يربط بين ضفتي نهر التايمز قرب برج لندن الذي ينسب إليه الجسر، ويعتبر الجسر أحد معالم مدينة لندن وأحد أعلى الجسور ارتفاعًا فيها. وهو بناء مُدرج بالدرجة الأولى.
تصميم الجسر
ي عام 1876، تشكلت لجنة خاصة لايجاد حل لمشكلة عبور نهر التايمز ولمواجهة الزيادة في النشاط التجاري وحركة النقل، حيث قامت اللجنة بعمل مسابقة لأفضل تصميم لإنشاء جسر يربط ضفتي نهر التايمز ويحل مشكلة عبور النهر مع مراعاة تلبية التوسع المستقبلي في حركة النقل. فاز تصميم المهندس جون وولفي باري بمسابقة تصميم الجسر، حيث كانت فكرة التصميم تعتمد على فكرة الجسر المتحرك.
افتتاحه
افتتح كل من الملك إدوارد السابع (ولي العهد آنذاك) وزوجته ألكساندرا الدنمارك الجسر رسميًا في 30 يونيو 1894.
تاريخ جسر لندن
يحمل شارع A3
يقطع نهر التايمز
المالك بيت عقارات الجسر وهي جمعية خيرية مستقلة تشرف عليها مؤسسة مدينة لندن
موقع الويب لندن
المواصفات
إجمالي الطول 32 متر (107 قدم)
العرض 269 متر(860 قدم)
الارتفاع 160 متر
معلومات أخرى
الافتتاح 17 مارس 1973
الموقع على الخرائط
كان جسر لندن مصنوع من الخشب في فترة الاحتلال الروماني, ثم حل محله جسر مصنوع من الحجر في القرن الثاني عشر (بني في الفترة من عام 1176 إلى 1209، وقد ضم 19 قوس, وفى عام 1770، تم بناء بعض المحلات التجارية والمنازل وعلقت رؤوس الخونة الذين تم إعدامهم عند مدخل الجسر وكان أشهرهم توماس كرومويل وزير الملك هنري الثامن الذي أعدم يوم 28 يوليو 1540.[1]
كان جسر لندن هو الجسر الوحيد على نهر التايمز حتى عام 1750.
وفي عام 1831، أعيد بناء جسر لندن من الجرانيت بتصميم المهندس الاسكتلندي جون ريني, ولكن اكتشف بعد بناء الجسر بتصميم جون ريني أن الجسر أصبح ضيقاً جداً للتعامل مع تزايد حركة مرور المركبات والمشاة. لذلك تم إعادة تفكيكه في عام 1969 وأسندت المهمة إلى شركة هندسية تسمى مولم (Mowlem) وبتصميم من المهندس المعماري هارولد، تم افتتاحه في يوم 17 مارس 1973 وأصبح واحد من أحدث الجسور في المدينة, وكلف بنائة حوالي 4 ملايين جنيه استرليني.[2]
جسر البرج بوابة العبور الى لندن
يقصده سنويا آلاف السياح الوافدين الى انكلترا، ويعرفه حتى الذين لم يسافروا من قبل الى تلك البلاد. وكل يوم يعبره سكان لندن، ربما دون ان يفكروا ولو للحظة في اصله او نشأته. انه جسر البرج، احد اشهر المعالم السياحية في لندن.
على مسافة من جسر البرج يقع جسر آخر معروف بجسر لندن. ولكن لا ينبغي الخلط بينهما، فجسر البرج يرتبط بالاحرى ببرج لندن القائم في جواره. ففي سنة 1872، ناقش البرلمان الانكليزي مشروع قانون يسمح ببناء جسر فوق نهر التَّيمز. ورغم اعتراضات حاكم برج لندن، قرر البرلمان تنفيذ مشروع تشييد جسر آخر فوق النهر، شرط ان يتلاءم تصميمه مع تصميم برج لندن. وقد أدى هذا الاقتراح الرسمي الى ولادة جسر البرج كما نعرفه اليوم.
خلال القرنين الـ 18 والـ 19 شكلت جسور عديدة صلة وصل بين ضفتي نهر التَّيمز، وكان اشهرها «جسر لندن القديم». لكنّ أُسس هذا الجسر تزعزعت بحلول سنة 1750، وصار معبرا ضيقا يعرقل حركة السفن. فكانت السفن من كل انحاء العالم تتزاحم تحته لتجد لها مكانا في المرفإ المكتظ. وفي تلك الايام كانت اعداد السفن الراسية هناك هائلة حتى قيل ان المرء يمكنه السير كيلومترات عديدة فوق سطوحها المتلاصقة.
لذلك وبناء على طلب المجلس البلدي لمدينة لندن، اقترح المهندس المعماري هوراس جونز بناء جسر متحرك على الطراز القوطي على مسافة من جسر لندن باتجاه مصب النهر. وكان هذا الجسر سيؤمن ممرا سالكا للسفن السائرة غربا بعكس مجرى النهر باتجاه ارصفة الميناء. وقد رأى كثيرون في هذا التصميم فكرة مبتكرة.
تصميم مميّز
كان جونز قد سافر كثيرا وزار بلدانا عديدة في العالم. فلفتت نظره في تجواله الجسور المتحركة الصغيرة التي تعلو القنوات المائية في هولندا، مما اوحى اليه بفكرة تشييد جسر متحرك قلاب موازَن بالثقل. فصمم فريقه الهندسي الجسر معتمدين طرق البناء المتَّبعة آنذاك، وجعلوا هيكل الجسر من الفولاذ ولبّسوه جزئيا بالحجر، فأتى الجسر كما نعرفه اليوم وليد هذه التصاميم.
يتألف جسر البرج من برجين رئيسيين يصل بينهما في الاعلى ممشيان يعلوان 34 مترا عن الطريق ونحو 42 مترا عن اعلى مستوى تصل اليه مياه النهر. اما الطريقان القادمان من ضفتي النهر فينتهيان عند طرفي دفتي الجسر الموازنتَين بالثقل. تزن كلٌّ من الدفتين العملاقتين لهذا الجسر المتحرك 200,1 طن تقريبا، وهما حين تنفتحان ترتفعان حتى تشكل كلٌّ منهما زاوية مقدارها 86 درجة. فتتمكن السفن التي تصل حمولتها الى 000,10 طن من المرور بأمان.
الطاقة التي ترفع الجسر
استُخدمت الطاقة الهيدرولية لرفع الجسر ورفع مصعد الزوار من مستوى الطريق الى مستوى الممشيَين، حتى لتشغيل اشارات المرور. نعم، لقد كانت المياه الوسيلة المستخدمة لرفع الجسر، وكان هنالك فيض منها لتزويد كمية من الطاقة تبلغ ضعفي الكمية المطلوبة.
في الطرف الجنوبي للجسر، وُضعت اربع غلايات تعمل بالفحم وتنتج بخارا بضغط يتراوح بين 5 و 6 كيلوغرامات في السنتيمتر المربع. وقد استُخدمت هذه الغلايات لتشغيل مضختين هائلتي الحجم. وبدورهما، عملت هاتان المضختان على ضخ المياه بضغط 60 كيلوغراما في السنتيمتر المربع. وللحفاظ على الطاقة اللازمة لرفع الدفتين، استُعملت ستة مراكم ضخمة لتخزين الماء المضغوط. وقد غذت هذه المراكم المحركات الثمانية التي تشغّل الدفتين. فعند تشغيل الطاقة، كانت هاتان الدفتان تنفتحان الى الاعلى وتتحركان حول محورين يبلغ قطر كلٍّ منهما 50 سنتيمترا. ولم يكن يستغرق ارتفاعهما الى الحد الاقصى سوى دقيقة واحدة.
زيارة لجسر البرج العصري
في ايامنا هذه، تُستخدم الكهرباء عوض القدرة البخارية لرفع الجسر. ولكن كما في السنوات الاولى، تتوقف حركة السير كلما انفتح جسر البرج. فتسترعي انظار المشاة والسياح والزائرين الآخرين الآلية الرائعة التي تعمل على رفع الجسر.
قبل ان ترتفع دفتا الجسر، تنطلق صفارة الانذار وتنزل الحواجز لتقطع الطريقين المؤديين الى الجسر، فيما تكمل آخر السيارات عبوره. بعد ذلك يعطي مراقبو الجسر الاشارة، فتنفك مساميره الملولبة الاربعة دون ادنى صوت وترتفع دفتا الجسر الى الاعلى. فتلتفت الانظار الى النهر وتَشخَص كل العيون لتراقب مرور سفن القطر واليخوت والسفن الشراعية. وبعد دقائق قليلة تتغير اشارات المرور. فتنزل الدفتان الى الاسفل وترتفع الحواجز عن الطريقين. فيندفع الدرّاجون الى الاصطفاف امام السيارات المتوقفة استعدادا للعبور قبلها. وما هي إلّا لحظات حتى يعود الجسر الى مكانه بانتظار ان تُعاد الكرَّة في المرة التالية.
لكنّ الزائر المهتم لا يكتفي بمشاهدة هذه العملية التي تحدث مرارا وتكرارا. فيستقل مع غيره من الزائرين مصعد البرج الشمالي ليتوجه الى الاعلى. وهناك، يُتاح له التمعن في تفاصيل تاريخ البرج المذهلة التي يرويها شخص آليّ كهرميكانيكي ضمن معرض شيِّق (Tower Bridge Experience). ويرى لوحات فنية مرسومة على القماش تصوّر التصاميم الهندسية الرائعة وحفلة الافتتاح التي اتسمت بالبذخ. كما يتمكن من التأمل في روعة بنْية جسر البرج من خلال لوحات العرض والصور الفوتوغرافية الحُبَيْبية البنية اللون.
ومن الممشيَين العاليين، يمتّع الزائر بصره بمناظر لندن الرائعة. فيطل غربا على كاتدرائية القديس بولس وأبنية المصارف في المقاطعة المالية، وعلى برج مكتب البريد في البعيد. اما من جهة الشرق، فلن يرى ارصفة الميناء، كما يتوقع، لأنها نُقلت بعيدا عن المدينة الحديثة باتجاه مصب النهر. انما يرى عوضا عنها منطقة دوكلاندز بمشاريعها العمرانية الحديثة، وهي تزهو بتصاميم ابنيتها المبتكرة. نعم، ان المناظر التي يشرف عليها هذا المعلم الشهير في لندن هي بحق مناظر أخاذة وساحرة وخلابة.
فإذا سنحت لك فرصة زيارة لندن، فلا تنسَ ان تلقي نظرة عن كثب على جسر البرج. فهذا الصرح التاريخي هو انجاز هندسي رائع سيبقى محفورا في ذاكرتك ما حييت.
هو جسر معلقومتحرك في مدينة لندن في بريطانيا يربط بين ضفتي نهر التايمز قرب برج لندن الذي ينسب إليه الجسر، ويعتبر الجسر أحد معالم مدينة لندن وأحد أعلى الجسور ارتفاعًا فيها.
في عام 1876، تشكلت لجنة خاصة لايجاد حل لمشكلة عبور نهر التايمز ولمواجهة الزيادة في النشاط التجاري وحركة النقل، حيث قامت اللجنة بعمل مسابقة لأفضل تصميم لإنشاء جسر يربط ضفتي نهر التايمز ويحل مشكلة عبور النهر مع مراعاة تلبية التوسع المستقبلي في حركة النقل. فاز تصميم المهندس جون وولفي باري بمسابقة تصميم الجسر، حيث كانت فكرة التصميم تعتمد على فكرة الجسر المتحرك. افتتح كل من الملك إدوارد السابع (ولي العهد آنذاك) وزوجته ألكساندرا الدنمارك الجسر رسميًا في 30 يونيو1894.
قصة بناء جسر برج لندن
كان هناك جسر في نهر التايمز منذ أكثر من 2000 سنة تم بناءه من قبل الرومان وهو عبارة عن جسر عائم من الألواح الخشبية مؤقتاً فوق صف من المراكب الراسية .
وهناك قصة بعام 984م لأرملة ( التي كان يعتقد بأنها ساحرة – وكان السحرة والمشعوذون يتم إعدامهم من قبل الرومان ) وأبنها اقتيد إلى لندن وإلى مكان الجسر ولقوا مصرعهم هناك غارقا ولكن بأن الابن قد نجا ليعود بعد مرور السنين للانتقام .
في عام1014م ، عندما عقد الدانماركيين والسكسونيون وأنضم إليهم عصابة من الفايكنكز من النرويج للإغارة علىلندن أبان حكم الملك اولاف. و استطاعوا الإبحار ودخول نهر التايمز وتصدت لهم الحامية بلندن فوق الجسر وتكبدهم خسائر كبيرة ما دفعه للهرب ولكن تضرر الجسر مما أدي إلى انهياره وتم أعادة بنائه مره أخرى .
في عام 1176م تم وضع أول حجر لبناء الجسر من الحديد والحجارة وتم الانتهاء من بناءة في عام 1209م حيث تم بنائه م أقواس حديدية وحجارة رومانية وأحتاج لـ 33عام وكان طوله 300 ياردة وعرضه 70 قدم وكان هناك جسر خشبي متحرك لسماح لمرور السفن وأغلاقة في وجه الغزاة وتم وضع مجاري مائية لإنتاج الطاقة الميكانيكية من المياه لطحن الحبوب ولضخ المياه إلى المدينة .
ومرت بهذا الجسر أحداث كثيرة منها كارثة تحاشد الناس وموتم من الحرائق التي إجتاحة لندن في عام 1212م ، وتعليق رؤوس الخونة في عام 1304م .
في عام 1577م شيد منزل nonesuch ليحل محل الجسر المتحرك ، ويمتد عبر الجسر مع نفق وطريق بمستوى الشارع .
وفي عام 1623م أصاب الجسر حريق مما أدى إلى لتهمه بالكامل ، وفي عام 1657م تم إعادة بناء الجسر . وتم توسيع وتطوير مع مرور السنوات خلال الأعوام من 1657م حتي 1831م .
في عام 1821م ، تم تعيين لجنة من قبل مجلس النواب للنظر في أحوال الجسر. الأقواس قد وقعت بها إضرار بالغة ، فتقرر لبناء جسر جديد. الخطط قدمت ورفضت. هذا الجسر سيتعين أن تكون مختلفة تماما عن السابق جسر لندن حيث كان القديمة للعربات والخيول. في عام 1824م جون ريني خطط و بناء جسر الى الغرب من الجسر القديم بنهر التايمز.
يوم 15 يونيه 1825 ، وكان أول حجر وضعتها لندن ورئيس بلديةلندن، جون قررات ، في حضور دوق يورك. وبعد ست سنوات ، ويليام الرابع والملكة اديلايد افتتح جسرلندن الجديد والقديم.
في عام 1902م تم توسعة الجسر زيادة المسافة إلى 65 إقدام وممشى إلى 15 أقدام.
في عام 1962 ، اكتشف أجزاء وأثار من الجسر القديم وتم وضع جزء منه في متحف للآثار وبيع جزء بالمزاد العلني .
وفي عام 1968م تم أعادة أعمار للجسر حيث تم تفكيك القديم وتم تشييد الجسر الجديدة مكانة ولكن مع الاحتفاظ بالتصاميم والهندسة المعمارية السابقة وتم الإتتهاء الجسر عام 1971م .
يضرب تاريخ الدولة الإسلامية بجذوره عميقا في الجزائر، ليشكل تراثا فكريا وماديا لا زالت البلاد إلى اليوم تحتفي به كمقوم إنساني على ما شهدته من حضارة. ولعل ما تركته الدولة الحمادية التي خرجت إلى الوجود من قلب الدولة العباسية الجامعة للخلافة الإسلامية في بداية الألفية الثانية كان خيرا شاهد على ذلك، ومنه القلعة التي يطلق عليها اليوم قلعة بني حماد، بالمسيلة.
القلعة.. موقع جغرافي واستراتيجي هام
تقع قلعة بني حماد بمنطقة المعاضيدشمال شرق ولاية المسيلةعلى بعد 36 كلم منها، اتخذها الحماديون كعاصمة أولى لدولتهم التي بلغت أوجها في القرن الحادي عشر قبل أن ينتقلوا بها بعد ذلك إلى بجاية.
وتقع هذه الآثار على ارتفاع ألف متر فوق سطح البحر وهي محاطة بجبال “هدنا” التي تشكل خلفية للقلعة كانت تستغل سابقا في الاحتماء من الأعداء الذين كانوا يتربصون بالدولة الفتية التي أعلنت عصيانها المبكر على دولة بني العباس في بغداد.
وعلى الرغم من أن القلعة حين بنائها شكلت سدا منيعا من القصور والحصون التي شكلت لتكون قلب عاصمة الدولة الجديدة، إلا أن ما مر بها طيلة فترة بقائها هناك جعل الكثير من معالمها تختفي، لتبقى بعض الآثار شاهدة على ما كانت عليه في السابق.
يعود تاريخ إنجاز وبناء قلعة بني حماد إلى سنة 1007 إلى 1008 من الميلاد على يد “حماد بن بلكين” الذي يرجع نسبه إلى “زيري“أشهر أمراء صنهاجة وهو مؤسس الدولة الحمّاديةبالجزائر، والذي يحكى عنه تميزه بالشجاعة والدهاء، والذي اختار مكانا محصنا لقلعته وإستراتيجيا فوق سفح جبل تيقريست وعلى ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحروذلك بغية عمليات المراقبة العسكرية للأماكن المجاورة، وقد دامت مدة بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم 30 سنة استخدمت فيها الهندسة المعمارية الإسلامية الأصيلة بزخارف وتصميمات تعكس التراث الإسلامي الممتد عبر القرون الغابرة في أي بقعة يوجد بها الإسلام.
ويحد القلعة من الغرب هضبة قوراية ومن الشرق شعاب وادي فرج وقد وضع للقلعة ثلاثة أبواب، باب الأقواس وباب جراوة وباب الجنان ويحيط بالقلعة سور عظيم مبني بطريقة مذهلة وبالحجارة المسننة المستخرجة من جبل تيقريست، ويوجد بالقلعة عديد الكنوز والمعالم الأثرية المهمة وأهمها المسجد الكبير ومصلى قصر المنار الذي يعتبر أصغر مسجد في العالم بطول بلغ 1.60 م، هذا بالإضافة إلى القصور الأخرى الممتدة عبر مساحات القلعة وعلى امتداد أكثر من 50 كم والتي بناها حماد بن بلكينعلى غرار قصر الأمير والذي يحتوي على بحيرة تعد مشابهة لقصر الحمراءبالأندلس، بالإضافة إلى قصر المنار والذي يمثل أعظم صرح وذلك بفعل حجمه الهائل والذي يحتوي على عديد الكنوز الأثرية أهمها المصلى الصغير الذي اكتشف سنة 1968 من طرف الدكتور رشيد بورويبة، كذالك قصر السلام وقصر الكواكب والذين ما يزالان تحت الأنقاض إلى حد الآن ولم تجر بهما أية حفريات حتى اليوم.
ويذكر رواد التاريخ والآثار أن بناء القلعة في هذا الموقع لم يكن هكذا عبثا وإنما ينم عن دراسة إستراتيجية معمقة لها أهداف بعيدة كل البعد عن الهدف العسكري وحده، فحماد بن بلكين قصد بناء القلعة أمام أو بالقرب من سوق حمزة المشهور وذلك لجعل الحياة بداخل أسوار القلعة سهلة وتقرب كل ما هو بعيد للمواطن، فهنا كانت النظرة للقلعة على أنها مثال حي لمدينة مثالية تجمع كل الطوائف والأعراق المختلفة والتي وحدها الدين الإسلامي·
مدرسة للعلم.. ومنارة للحضارة الإسلامية
عرفت القلعة تاريخها الذهبي بعد بنائها من طرف حماد بن بلكين الذي بذل كل ما في وسعه لجعلها منارة للعلم والعلماء زيادة على كونها عاصمة لدولته التي أسس حديثا آنذاك، ولم يكن بمقدوره أن يؤسس دولة في مواجهة الدولة العباسية إن لم يفعل الحركة العلمية ويؤسس لمنارة جديدة من منارات العلم، وقد كانت القلعة مقصدا لرغبته تلك، فتحقق بها أن شكلت أولى خطواته في سعيه نحو تشكيل دولة كبيرة تمتد إلى القيروان شرقا وفاس غربا. فكانت نبراسا للعلم وملهمة لعديد العلماء أمثال “يوسف بن محمد بن يوسف” المعروف “بابن النحوي“والعالم اليهودي “عبد الرحيم ابن إسحاق ابن المجلون الفاسي، وغيرهم الكثير ممن مروا بها أو استقروا طالبين العلم.
وقد قال الإدريسي، أبو الجغرافيا العربية الذي مر بها “مدينة القلعة من أكبر البلاد قطرا وأكثرها خلقا وأغزرها خيرا وأوسعها أسوارا وأحسنها قصورا ومساكن، وهي في سند جبل سامي العلو صعب الارتفاع وقد استدار صورها بجميع الجبل ويسمى تيقريصت وأعلى هذا الجبل متصل بسيط من الأرض”·
شاهد حي على العمارة الإسلامية
بما أن قلعة بني حماد كانت مركزا للحضارة الحمادية، فإن البنايات كانت أوسع وأكثر تعقيدا من تلك المتواجدة في مواقع أركيولوجية مماثلة ومن بين هذه البنايات نجد القصر الذي كان مشهورا آنذاك والذي يتكون من ثلاث بنايات موحدة ويعتبر شاهدا على المستوى الرفيع للمهارة الهندسية التي كان يتمتع بها الصناع والتي تعلموها من صفوة التجار الذين عاشوا في الإمارات الحمادية والذين أجبروا على الإنفاق لصالح الحاكم.
هناك بناية بارزة أخرى بهذا الموقع وهي المسجد الذي لا زال يعتبر لحد الآن الأوسع بالجزائر.
وترتسم على حيطان القلعة مجموعة من الأشكال الهندسية التي تختزل ما وصلت غليه روعة العمارة الإسلامية آنذاك، والتي تمازجت فيها العمارة التي كانت سائدة بالشرق الإسلامي وخصوصا في مصر والعراق، وتلك العمارة التي طورها الأندلسيون، الذين تفننوا في صناعة الأقواس وخط آيات قرآنية على الحجارة. وبين جمعها بين هاذين الفنين الإسلاميين، كانت القلعة مثالا حيا عن عمارة إسلامية استطاعت لها أن تخلد زمنا طويلا لتبقى بذلك أبرز شاهد على روعتها.
بعد ألف عام من الشموخ.. أصبحت تعاني الزوال
القلعة التي شكلت طوال الألف عام الماضية شاهدا تاريخيا على إحدى أعظم الحضارات التي عرفتها الإنسانية ممثلة في الحضارة الغسلامية التي كانت دولة بني حماد أحد الفاعلين فيها، تعاني الكثير من المخاطر التي تحيق بها في ظل عدم الاهتمام بها وتركها للأخطار الطبيعية وحتى الإنسانية التي عرفتها. إذ صارت حجارتها اليوم تترنح وتتساقط من أعاليها، كما زحفت عليها الكثير من المواد التي خربت صورتها الأولى التي كانت عليها.
ورغم تصنيف القلعة من طرف منظمة اليونسكو سنة 1980 ضمن المواقع المهمة التي تستوجب الاهتمام والعناية اللازمة كالقصبة بالجزائر العاصمة إلا إن الواقع يثبت أنه كلما تقدم الزمن إلا وبقت القلعة في خطر. وقد أصبحت القلعة اليوم مزارا وملجأ للتنزه العائلي عن كل ما تحمله القلعة من رموز ومعاني تمثل أهم الميزات الإسلامية الخالدة اليوم. وهو الأمر الذي لم يجنبها أن تكون في ظل تطاول اليد الإنسانية عليها، هي التي لم تسلم منها طوال قرون من بقائها هناك. وهو ما يستوجب التدخل العاجل من أجل الحفاظ عليها وحمايتها من كل ما قد يهدد زوالها أو تلفها.
ورغم أنه في العام سنة 1982، تم وضع تصميم للأنقاض وترميم الموقع من طرف منظمة اليونسكو وكذالك في سنة 1987 أين اتجهت بعثة جزائرية وبولونية لترميم القلعة وإنقاذ ما أمكن إنقاذه، لكن الواقع يثبت أن أجزاء كبيرة من القلعة تضررت وبشكل كبير، فالمسجد الكبير لم يعد كبيرا كما كان، حيث لم تبق منه إلا المئذنة والتي ما تزال شامخة لحد الساعة، والحفريات التي كانت تقام هنا وهناك من طرف باحثي آثار وعلماء وطلبة جامعيون،جل ما كان يعثر عليه ويستخرج كان يوجه إلى خارج الوطن، فأول حفرية بالقلعة كانت على يد “بول بلا نشي” سنة 1987 ثم “لوسيان قولوفان” ما بين 1950 و1960 لكن ما وجده هذا الأخير وجه إلى متحف الباردو بباريس ومما ساعد على نسيان وطي صفحة اسمها من التراث الإسلامي بالجزائر هو غياب التحسيس الإعلامي والخرجات الميدانية والتي تكاد تكون معدومة، كل هذه الأمور عجلت باندثار تدريجي للقلعة إن لم يكن زوالا نهائيا·
ولم تحض بأي اهتمام يذكر أو ترميم مسها ،عدا بعض المحاولات هنا وهناك سنة 1974 حيث رممت صومعة المسجد الكبير والتي تعد نسخة مطابقة لمسجد إشبيلية
بنيت قلعة بني حماد عام 1007م،على منحدر وعر فوق سفح جبل تقربصت الذي يبلغ إرتفاعه 1418 متر، الواقع على الحدود الشمالية لسهول الحضنة،وعلى مسافة 36 كلم شمال شرق مدينــة المسيلة.
إن المزايا الإستراتيجية التي يتميز بها موقع قلعة بني حماد،
جعلت حماد بن بلكيـن يفكر في بناء القلعة بعدما إستقر لــــه
الأمر بمنطقة الحضنة والزاب لتلعب دورها السياســي .
كمـا قصد حماد بن بلكين هذا الموقع لفربه من مدينة المسيلة
وسوق (حمزة) وقد مكث في بنائها ثلاث سنوات وخطت على نمـط
المدن العربية وأحيط بها صورا يتراوح عرضه ما بين1.20م و 1.60م ويبلغ طوله 07 كلم وبه 3 أبواب ( باب الأقواس شمالا - باب جراوة شرقا - باب الجنان غربا).
ان أهـم مبانـي القلعة مسجدها الكبير الذي يقع أسفل المدينة،ويمتد على مسافة طولها 63.20م وعرضها 53.20م وما بقي منه سوى مئذنته الذي يبلغ إرتفاعها 24.70م.
أما مصلى قصر المنار الذي يعتبر أصغر مسجد في العالم فيبلغ طوله 1.60م وعرضه 1.20م يزينه محراب يتمثل في قوسه المتحفي والذي يذكر بقوس (( قبة الصخرة ببيت المقدس)). وقد بني حماد بن بلكين قصورا أهمها:
قصــر الأمــير:
يتربع على مساحة قدرها 4767 م ، وبه بحيرة يصل عمقها إلى 1.60م ،ويعرف اليوم بفصر البحيرة التي كانت تلعب فيها الزوارق حسب ما ذكر في كتاب (( الإستبصار)).
قـصـر المـنـــار:
هذا الأخير، ما يزال مبناه الهائل يمثل لنا عظمة هذه الآثار العظيمة ،ومن ميزاته (المصلى الصغير) الذي إكتشف سنة 1968م من طرف الدكتور ( رشيد بورويبة).
قصر السلام وفصر الكواكب :
فهذان قصران ما زالا تحت الأنقاض ، ولم تجر بهما أية حفريـات.
*الحفريات: ان الحفريات التي أجريت بالقلعة كانت من طرف كل من:
بول بلانشي:ما بين 15 و 25 أفريل 1887م.
القائد دوبيلي-الأستاذ لوسيان قولوفان:ما بين1950م و 1956م ، ثم من 1960م إلى غاية 1962م،وما عثر عليه هذان الباحثين من تحف هي موجودة الآن بمتحف "باردو بباريس"
الأستاذ رشيد بورويبة: مابين 1964م و 1972م ، وقد عثر هذا الأخير على تحف مختلفة موجود بمتحف القلعة ومتحف سطيف ، متحف الآثار بالجزائر العاصمة.
وفي سنة 1512م ظهرت القلعة على مسرح الأحداث إثر الإحتلال الإسباني لمدينة بجاية فأعاد العباس الحفصي مكانة القلعة المرموقة واتخذها ملجأ له. لهذا نجد أن العاصمة الأولى للحماديين قــد لعبت دورا بارزا في إزدهار الحضــارة العربيــة الإسلاميــة ، حيــث كانـت تمثل مركز إشعاع فكـري وحضاري أنجبت العديـد من الأعلام والمفكرين نذكر منهم على الخصوص"أبا الفضل يوسف بن محمد بن يوسف المعروف بإبن النحـوي .
تقع قلعة بني حماد في جبال شمال شرق ولاية المسيلة بالقرب من مدينة بشارة وعلى بعد 30 كم من مدينة المسيلة، و 225 كم من الجزائر العاصمة. تقع هذه الآثار على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر وهي محاطة بجبال هدنا الجميلة التي تشكل خلفية ملائمة لهذا الكنز الأركيولوجي. وكانت عاصمة الحماديين الأولى. وهي موقع تراث عالمي بالجزائر. تأسست عام 1007 ودمرها الموحدون عام 1152.
وصف القلعة
سور القلعة: يبلغ محيط سور القلعة 7 كم.
المسجد ومئذنته: وهو أكبر مسجد بالجزائر (حتى بـُنيت المنصورةبتلمسان. ونشاهد فيه نفس العناصر المعمارية لجامع القيروان. إيوان الصلاة يتكون من 13 قاعة و 8 بحور spans. المئذنة هي ما تبقى سليماً من المسجد ويبلغ ارتفاعها 20 متراً، وتشبه جيرالدا في أشبيلية.
قصر الأمراء: يتكون من ثلاث أجنحة للإقامة تربطها قاعات وحدائق ونظام لتوزيع الماء.
استخلف آل زيري بن مناد الصنهاجي عن العبيديين المغرب الذي كان يشعل نارا بالفتن الناشئة عن النزاع القائم بين العبيديين والأمويين، وما كادوا يتغلبون على الأمويين حتى بدأ الخلاف بينهم، وبعد موت بولوغين تولى ابنه المنصور الحكم بدولته الزيرية وجعل حماد على رأس أشير والمسيلة) (حتى يرد هذا الأخير قبيلته زناته المتحالفة مع الأمويين. بعد موت المنصور خلفه ابنه باديس الذي أبقى عمه حماد في عمله وأفراده فيه عام 387هـ، وكان باديس يستقدم عمه حماد على صبره ليطفئ الثورات، وفي سنة 395هـ خلفه لمحاربة زناته واشترط عليه حماد ولاية المغرب الأوسط وكل ما يتم فتحه على يديه، فقبل الشرط، وفي سنة 398هـ يختط حماد مدينته الجديدة (القلعة) وكان ينزل بها وبأشير. هكذا ظل في المغرب الأوسط يقاتل زناته وينتصر عليها في أكثر من مرة فعظم صيته، وبلغ باديس فخشي أن يخرج عن طاعته وبعد تعيين المعز باديس 403هـ ولي للعهد لأبيه، أراد المعز أن يختبر حماد فأرسل إليه بأن يتنازل له عن مدينة قسنطينة والمدن المجاورة لها فأبى حماد ذلك ودخل في حرب أسفرت في الأخير عن تأسيس الدولة الحمادية. كان آل زيري يبدون الولاء للعبيديين لكن الحقيقة كانت عكس ذلك وبدخول حماد قطع كل صلته معهم وادعى صراحة ولاءه لبني العباس. وإثر هذا جهز باديس الجيش لقتال حماد الذي استطاع الانتصار عليه، فخرج باديس شخصيا لقتال عمه حماد فانتصر عليه حتى حاصره في القلعة. وبينما كان حماد محاصراً، توفي باديس واستخلفه المعز، وسار المعز لقتال حماد سنة 408هـ وأخرجه من باغاي وجرح حماد واستطاع أن ينجو بنفسه.) ( مال حماد بعد هذه الواقعة إلى السلم وأرسل إلى المعز يعرض عليه طاعته فتم الصلح بينهما واستبقى المعز حماد على ملكه السابق. وابتداء من 408هـ تفرعت صنهاجة إلى دولتين: الدولة الزيرية التي حكمت في أفريقية والدولة الحمادية التي تولت الحكم في المغرب الأوسط، هذا الوضع المتأزم والصراع الدائم على السلطة أدى إلى عقد اتفاقيات بين طرفي النزاع مما يؤكد أهمية الإحتماء، فسمح ذلك بإيجاد طرق دفاعية لحماية العاصمة الجديدة والتي سنوضحها لاحقاً. 1- بناء قلعة بني حماد : بنيت قلعة بني حماد أو قلعة أبي الطويل في سنة 398هـ/1007م() على منحدر وعر، فوق سفوح جبل تكربوست() على الحدود الشمالية لسهول الحضنة على مسافة 36كلم من المسيلة. تميزت القلعة بمزايا إستراتيجية كبيرة أو أكثر من عاصمة الزيريين لأن حماد سارع لتحصينها وعمرها بسكان المسيلة وأولاد حمزة, إضافة أنها ازدهرت ازدهارا جعل منها قبلة لطلبة العلم، وبعد زحف عرب بني هلال على أفريقية محط سكان القيروان فاضطر أهلها للتوجه إلى القلعة، ويرجع الفضل في تطويرها إلى هؤلاء. ويذكر الإدريسي أن: <<....مدينة القلعة من أكبر البلاد قطرا وأكثرها خلقا وأغزرها خيراً وأوسعها أموالا وأحسنها قصوراً ومساكن....وهي في سند جبل سامي العلو صعب الارتفاع وقد استدار صورها بجميع الجبل ويسمى تكربوست وأعلى هذا الجبل متصل بسيط من الأرض >>.) ( يمكننا أن نتساءل لماذا لم تتخذ أشير كعاصمة للدولة الحمادية رغم ما عرفت به من إستراتيجية الموقع وحصانتها الطبيعية وكونها نقطة وصل بين الشرق والغرب، من أفريقية إلى تيهرت وعلى الطريق التي تصل تلمسان بالأوراس. فيمكن أن يكون إبعادها كعاصمة إستراتيجية يعود لكونها منطقة آهلة بالحركة ثم أن القبائل الرحل الآتية من الشرق تهددها باستمرار، والمدينة تطل على أراضي زناته إلى جانب أن أشير كانت عاصمة الزيريين، كل هذا جعل حماد في اعتقادنا يبادر بإنشاء عاصمة جديدة ليبرهن في ذلك على استقلاله التام. كما أن الموقع الجديد يقع في موطن صنهاجة وهو يعرفه جيدا بأن طبيعته قاسية ومسالكه وعرة ويكمن حمايته بسهولة وبإعداد قليلة من الجند كونه موقع محصن طبيعياً. 2- تأسيس الدولة الحمادية : بعد وفاة باديس بويع ابنه المعز 454هـ/1062م) (كخليفة لوالده الذي واصل مشواره الحربي ضد حماد إذ بمجرد وفاة باديس، قام حماد بالزحف على أشير التي خرجت على سيطرته نتيجة خيانة أهلها وكان ذلك الوقت بها كرامة الوصي المؤقت على عرش أفريقية بعد وفاة باديس، حيث تفاجأ بحماد على رأس قوة تعدادها 1500 مقاتل وقد انتهت بهزيمة كرامة وعودته إلى القيروان.) ( وبعدها بعث حماد إلى باغاية أخاه إبراهيم ليلتقي بأيوب بن يطوفت ليحمل سلام حماد، ويعلن إليه أن ما حدث كان بقضاء الله (الحرب بينهما) وأنه وأخاه على طاعة المعز بن باديس وأخبره أن حماد يطلب الصلح منه، ويبعث له من يثق به من أجل أن يخلفه ويأخذ العهود المكتوبة ليطمئن، فصدقه أيوب وبعث معه أخاه حمامة وحبوس بن القائم بن حمامة وتبعهما غلام أيوب يورين، فغدر حماد بهم وجردهما من الثياب وألبسهم ثياب رثة، وقتل غلام أيوب الذي كان عنده أعز من الولد.) ( ثم زحف حماد لمحاصرة باغاية فبلغ الخبر بذلك المعز فزحف إليه وسارع بالعساكر إلى حماد وقاتله حتى هزمه وقتل أصحابه وأسر أخاه إبراهيم) (سنة 408هـ/1017م. ونتيجة لانهزام حماد وتفرق أصحابه عنه طلب الصلح من المعز, ولكن المعز اشترط عليه أن يبعث ابنه كضمان على صدق نواياه، فبعث حماد ابنه القائد عام408هـ/ 1017م فعقد له المعز الصلح، واستقل حماد بذلك بعمل المسيلة وطبنة ومقرة ومرسى الدجاج وسوق حمزة وزواوة، ()وزاد النويري عليها مدينة دكة.() وهكذا انتهت الحرب بينهما وانقسمت صنهاجة إلى دولتين: دولة آل زيري ودولة بني حماد ملوك القلعة. وهكذا نعتبر تاريخ 408هـ/1017م هو التاريخ الفعلي لتأسيس قلعة بني حماد بعد الاعتراف الزيري بها.
منتصباً بطول 44 متراً، تمّ إنشاء برج الساعة القديم عام 1915 كجزء من محطة النهاية لسكة حديد كاولون-كانتون. ولّت أيام المحطة الصاخبة، ولكنّ البرج الذي يكتسي القرميد الأحمر والصوان والذي تجري حاليًا المحافظة عليه كمعلم أثري مصرّح به، لا يزال شامخاً بأناقة ليذكّر بعصر البخار. وشكّل أيضًا معلمًا لا ينتسى لملايين المهاجرين الصينيين الذين عبروا من خلال محطة النهاية لبدء حياتهم الجديدة ليس في هونغ كونغ فحسب بل في أرجاء أخرى من العالم عبر ميناء المدينة.