كآنت صديقتي وأختي حتّى أنني نسيت أنّها خآلتي
إذا تذكّرتُ طفُولتي فكلّ ذكرياتي برفقتهآ
لعبنآ بالدُّمى معاً ... أكلنا الحلوى معاً ... حتّى أننا كنّا ننام معاً ويدي تُمسك بيدهآ
وحين تكون مريضة تطلب مني الإبتعآد عنهآ حتى لا أصاب بالعدوى
ولكنني أرفض الابتعاد وأنام بجانبها ويدي لا تزال تُمسك يدهآ
تحدّثُني عن أسرارها وأُخبرها بأسراري
حتّى أنّني كنت أعلم بأسرارٍ تجهلها أُمّي
كآنت تخبرني بأنها تتمنى لو أن إسمي يرافق إسمها على الدفتر العائلي
وأكون ببساطة أختها
ولكنني ابتسم ببسآطة وأقول أنا أختك من دون دفتر عآئلي
إذا خرجنا للتسوق تكون يدي في يدها
وإذا جلسنا ... أجلس بجانبها حتى تقترب مني وتضع رأسها على كتفي
وحين ينزعج مني .. ابتسم ببساطة وأخبرها أنني لا أحب رؤيتها حزينة أو غاضبة
حينها تبتسم وتعود كما كانت
ببسآطة ... أحببتها حدّ الجنون
وهاهي تتسارع الأيام والبارحة يوم زفافها
أحسست بشعور غريب ممتزج بين الحزن والسعادة
شعرت بالسعادة لأنني أراها سعيدة .. وشعرت بالحزن لأنها ستبتعد عني
دخلت الغرفة فوجدتها ترتدي ذلك الفستان الأبيض الناصع
حينها بقيت أنظر إليها ودموعي تكاد تنهمر
أحسست كأنني أمّ ترى ابنتها لأول مرة بفستان الزفاف
ولكن اخفيت دموعي وابتسمت وقلت " تبدين كالأميرة "
مر اليوم بسرعة وأنا أكتفي بمراقبتها وهي سعيدة
ثم طلبت مني ان اشاركها تناول الغداء
وكأنت أول مرة أشارك عروساً طعامها
حلّ المسآء بسرعة وحان وقت ذهابها
شعرت بدقآت قلبي تتسارع .. وبقيت أسير خلفها بخطوات متباطئة
ولما حان وقت الوداع ....
من دون وعي احتضنتها بقوة وكانت دموعي تنهمر بغزارة وجسمي يرتعش
احسست بيدها الدافئة وهي تهدئني
ثم قاموا بسحبي حتى لا تؤثر دموعي عليها
انسحبت لزاوية منفردة وأخذت ابكي بحرارة وقلبي يكاد ينفطر على فراقها
كانت اقرب شخص لي من العائلة
وبما انها تحبني واحبها
وإذا بي اسمع صوتها اليوم صباحاً على الهاتف وهي تقول
" دموعك لم تغب عن بالي مطلقا"
ربي يهنيك ان شاء الله ويوفقك في حياتك الزوجية يا غاليتي
~لؤلؤة قسنطينة~