حين وُلد كآن لا يزآل قطّاً صغيراً بحجم كفّ اليد .. مغمض العينين
لا يعلم شيئاً حول هذا العآلم .. الشي الوحيد الذي يميّزه هو رآئحة أمه
كنت أقترب منه بهدوء وأتأمل جماله .. وأراقب حركات أرجله الصغيرة
وأنتظر ذلك اليوم الذي سيفتح فيه أعينه الجميلة ويرى نور هذا العالم
ومرت الايام ....
وفتح ذلك القط عينيه وأول نظرة رايتها في عينيه كأنت تقول
" مآهذا العآلم؟ وما هذا الكآئن الذي يراقبني ^^ "
ثم بدأ يكبر شيئاً فشيئاً حتى أصبح يشارك أخآه اللعب والقفز
ولكنه كآن فور خروجي يتوقف عن اللعب ويختبئ ويطلّ بهدوء وعيناه تقول " أنا أخاف منكِ "
حينها أقف مبتسمة وأقول له " سيأتي يوم أجعلك فيه تنتظر قدومي "
وبدأت مرحلة التعآرف بيننا .. حين أخرج يبتعد وحين أبتعد أنا يعود للعب
وحين أحضر الطعام أضع قطعة منه في يدي منتظرة قدومه للأكل من يدي
ولكنه يبقى محدّقا بي من بعيد وعيناه تقول " أنا أريد هذا الطعام ولكن أن آكله من يدكِ فهذا مستحيل "
حينها ابتسم وأضع الطعام أرضاً وابتعد قليلا حينها يحدق بالطعام جيدا
ثم يخرج لتناوله بهدوء .. فببسآطة لقد ابتعد الخطر
ثم اصبحت انتظره حتى يغطّ في نوم عميق بجوآر أمه ثم أمسح على رأسه بهدوء
حينها يفتح عيناه بهدوء وينظر إلي جيدا وعيناه تقول " صحيح انني أخافكِ ولكن بما أن أمي معي فهذا لن يضرني "
وواصلت الاقتراب منه دون استسلام .. محاولة اقناعه انني لا أريد إيذاءه
ومرت الأيام بسرعة إلى ان جاء ذلك اليوم الذي خرجت فيه باحثة عنه
كنت أسمع صوته ولكن لم أجده .. اين هو؟
توقفت قليلا وأخذت أنصت بهدوء ثم أنزلت رأسي وكآنت المفاجأة
كان أمام قدمي جالساً ويناديني وعيناه تقول " أنا هنا ولكنكِ لم تنتبهِ لي "
حينها ابتسمت ونزلت أرضا وقلت" انت هنا يا صغيري؟ "
ثم حملته بهدوء بين ذراعي وأخذت أمسح على رأسه وعيونه ترسم الطمأنينة والهدوء
أظن أن مرحلة التعارف قد انتهت وقد أدرك أخيراً أنني صديقته ولست عدوه
حتى أنني أحيانا وفي منتصف الليل وحين أشعر بالملل أفتح الباب بهدوء وأبحث عنه
وفور سماع صوتي يأتي مسرعا وعلامة الاستفهام مرسومة على وجهه
وكأنه يقول " ما الذي تفعلينه في هذا الوقت؟ "
حينها اقترب منه وأمسح على رأسه بهدوء وكأنني أقول" لقد أتيت من أجلك "
ومرت الأيام ......
وبدأ نشاط ذلك القط يختفي .. حيث أصبح يكتفي بالنوم فقط
ويمتنع عن تناول الطعام .. وحين اقترب منه وأنظر لعينيه ألمح رسالة تقول " انا متعب "
حينها امسح على راسه بهدوء .... وأحاول اقناعه بتناول الطعام ولكن من دون جدوى
وكل يوم بدأ يظهر عليه التعب والمرض حتى ظهر بعض الانتفاخ على وجهه الصغير وانا لا اعلم ما السبب
أخوه ابتعد عنه ولم يعد يشاركه اللعب .. وحتى أمه لم تعد تقترب منه كثيرا
شعرت بالحزن عليه واقتربت منه بهدوء لكي أمسح على راسه كعادتي
فقالت لي اختي ابتعدي عنه ولا تلمسيه فهو مريض وقد ينقل لكِ المرض
حينها رفضت ذلك وأخبرتها انه وحيد ومريض ويحتاج عطفا منا
ثم جلست بجانبه بهدوء وأخذت امسح على رأسه حينها نظر إلي نظرة حزن وألم
تقول " ظننت أنكِ نسيتني ولن تعودي للعب معي " .. عيناه كانت كسيف يقطع القلب
ربما هو قط .. ربما هو حيوان .. ولكن ماكانت تحمله عيناه من حزن ربما لا يتحمله انسان
بقيت بجانبه وانا اقول " انت لا تستحق المرض يا صغيري "
..........................
هاهي الايام تمضي وهو يجلس وحيدا وكأنه ينتظر الموت
يحاول الاقتراب من امه ولكن يخشى رفضها له
وبعد تفكير تطويل تشجع واقترب منها حينها بدأت تلعق رأسه بهدوء وبعطف
في تلك اللحظة اغمض عينيه وعلامات الطمأنينة مرسومة على وجهه
وكأنه يقول " لا يهمني ان استعدت نشاطي بقدر ما يهمني أن أظل بجانبك "
........................
صحيح هو قط .. صحيح هو حيوان .. لكن والله انه يحمل مشاعر
يشعر بالحزن والفرح والطمأنينة كأي كائن في هذا العالم
ربما تستغربون أن أرفع قلمي وأخط كل هذه الحروف من أجل قط
لكن والله رأيت في أعين ذلك القط الصغير مأساة شخص مريض ابتعد عنه كل من يعرفهم
وبقي وحيداً في أحد الزوايا ينتظر قدوم أجله
صراحة ذرفت الدموع من أجله وأنا حتى اليوم أدعو الله أن يشفيه
ومازلت حتى اليوم أعاتب نفسي لأنني لم أتمكن من أن أكون بيطرية
وهذا كي أمنع هذا الألم من التكرآر مرات عدة في حياتي
وحتى أتمكن من إنقاذ هذه المخلوقات البريئة من المرض والموت
رسآلة = > الحيوآنات لا تتكلم لكن لها قلب ينبض لذلك رفقاً بهم
~لؤلؤة قسنطينة~