رد: اُنثَى تَحمِلُ قَلبَ طِفلةَ { مُدوّنتِي }
شددتُ الرّحال وعزمتُ الرحيل .. ووجهتي تلك المدينة الغامضة ..
فما روي عنها من عجائب واساطير يثير التساؤل ويدفعك للاستكشاف
وبعد رحلة طويلة وشاقة .. تطلبت مني توجيهات من أكبر الأدباء والشعراء
دخلت المدينة وأخيراً .. وبهدوء وحذر وضعت أول خطواتي هنآك
وأول ما لفت انتباهي صوت إيقاعاتٍ حزينة تتسلل بين تلك الاشجار المتشابكة
تعزفها أنثى نقية .. رقيقة .. ولذلك تلقب بـــ ملكة زماني
تحمل كمانا ذهبيا بين يديها عازفة عليه ألحان حزنها .. تمرّر اناملها على أوتار الأمل
فأملها بذلك الغد المزهر لم يمت بعد .. فأدركت أنني أمام مملكة إيقاعات ملكة زماني
دعتني للبقاء في مملكتها .. فمازالت تحمل في جعبتها العديد من الإيقاعات الساحرة
ولكنني اعتذرت .. فرحلتي مازالت طويلة ومازالت في هذه المدينة عوالم لم اكتشفها بعد
ثم واصلت المسير ومع كل خطوة كان الجوّ يبرد أكثر ..
أمطار قوية .. وعواصف ثلجية .. وكأن الربيع الدافئ أصبح شتاءاً بارداً
وبعد مدة أدركت أنني اقترب من تلك المملكة الباردة
مملكة الثلوج والامطار .. وما لفت انتباهي تلك الانثى
التي تجلس بهدوء وسط تلك العاصفة .. تروي قصصها لحبات الثلج الناصعة..
و تبني بهدوء ذلك القصر الجليدي وتزينه بتلك الزهور البيضاء
فلعل الثلج يذوب .. وتهدأ العواصف ولا يبقى من القصر سوى تلك الزهور المتفتحة
تلك الانثى الهادئة ..الجميلة ولذلك يلقبونها بــ سارة
دعتني للبقاء في مملكتها .. و مشاركتها في رسم تلك الأحلام البريئة على ذلك البساط الثلجي
ولكنني اعتذرت.. فرحلتي لا تزال طويلة
واصلت السير بهدوء مودعة تلك العواصف القوية .. ولكن لم اشعر بذلك الجو الدافىء
فالمملكة التي اقتربت منها .. لم تكن باردة بعواصف ثلجية ولا دافئة بأشعة شمس ربيعية
وكأن مزيجا من الهدوء والحزن يعبق حدائق هذه المملكة .. فأدركت أنني أمام كوكب وجع
وما لفت انتباهي شاب يجلس عند باب مملكته .. يهيئ نفسه للرحيل عن هذا الكوكب الموجع
ولكن سرعان ما يرفض التخلي عن جدران مملكته التي بناها بحروف قصائده الممتزجة بآهاته الحزينة
ذلك الشاب في مقتبل العمر ولكن طريقة جلوسه توحي بأنه رجل حكيم .. ولذلك لقب بــ حكيم
دعاني للبقاء في مملكته .. لعلي ألقي بآهاتي الحزينة والمتعبة في هذا الكوكب
ولكنني اعتذرت .. فبعد ما رايته شوقني لمواصلة رحلتي الطويلة
واصلت رحلتي ظنا مني أنني تركت الوجع والحزن في ذلك الكوكب ولكن
سرعان ما سمعت صوت أنين حزين .. اقتربت بهدوء ليلفت انتباهي
شابة جميلة .. مشرقة بشبابها .. تجلس وسط حقل من الزهور الحمراء
ولذلك لقبت بــ الزهرة الحمراء ..
تجلس في حزن وهي تقلب تلك الدفاتر والصور القديمة
ترغب في حرقها تارة وحرق ذكراها وتارة تحن لها فتحتفظ بها
فأدركت أنني أمام مملكة أنين الذكريات
دعتني للبقاء في مملكتها .. فربما لدي ذكريات تثقل فكري علي أن اشاركها بها
ولكنني اعتذرت .. فمازالت رحلتي طويلة
واصلت السير على مهل .. حتى حلّ الظلام ولم أجد أجمل من ذلك القمر الفضي لينير طريقي
وفجأة لفتت انتباهي أنثى أنيقة .. تسرح خصائل شعرها تحت ضوء القمر
وابتسامة ودودة تزين وجهها .. ولذلك لقبت بــ Lovely smile
تحاور في هدوء القمر عن قصصها الشيقة ..
و تتفنن في سرد رواياتها الفاتنة عليه
فأدركت أنني أمام مملكة أنثى غزلت من خيوط القمر
دعتني للبقاء في مملكتها .. وأن أشارك القمر المضيء قصصي الساحرة
ولكنني اعتذرت .. فكل يوم يدفعني الفضول لمواصلة رحلتي
واصلت رحلتي المشوقة و شروق الشمس وأشعتها الدافئة ترافقني
وفجأة سحبتني رآئحة عطر ساحرة .. اقتربت أكثر لتلفت انتباهي مملكتان متقابلتان
الأولى تقف عندها أنثى فاتنة تراقص حروفها تحت زخات المطر
تقفز بمرح وهي ترشُّ الأرض بعطرها .. لتتحول رائحة التراب الممتزج بالمطر
لرائحة عطر ساحرة .. فأدركت أنني أمام مملكة رشّة عطر
أما المملكة الثانية . فيجلس عند بابها رجل يميّزه الهدوء والوقار
يجلس شارداً وهو يحاور أوراقه البيضاء .. ويخطّ عليها
حروفه مستخدما قنينة العطر بدل قنينة الحبر
فتكون حروفه عطِرة .. ساحرة
فأدركت أنني أمام مملكة قنينة عطر
دعاني كل منهما للبقاء في مملكته .. علني اشاركهما الرقص تحت زخات المطر
أو أنثر حروف عطر زاكية على تلك الأوراق القديمة
ولكنني اعتذرت كالعادة وواصلت رحلتي الشاقة
أتعبني الطريق الطويل .. والسفر الشاق فتوقفت لأستريح
لأجد مملكتين متقابلتين .. تجلس عند باب كل واحدة منهما أنثى
جميلة .. بريئة .. وكلّ واحدة منهما تتفنن في الرسم على جدران مملكتها
لم أستطع التفريق بين المملكتين مما جعلني أشارك الشابتين الحديث
فعلمت أن الأولى تلقب بـ إيمآن والثآنية بــ حياة أنثى
وأوجه التشابه بينهما أنّ الأولى ترسم دقات قلبها وأنفاسها المتعبة على الجدران
فأدركت أنها مملكة شيء منّي ..
أما الثانية فترسم على الجدران خطواتها المتعثرة .. وتفاصيل يومها السعيدة والحزينة
فأدركت أنني أمام مملكة حياة أنثى
دعتني كل واحدة منهما للبقاء في مملكتها .. علّني أجد شيئاً مني
أو أرسم تفاصيل يومي على الجدران الكئيبة
ولكنني اعتذرت .. وواصلت طريقي
هذه المدينة واسعة .. والرحلة لازالت طويلة وشاقة
ولكن إعجابي بهذه المدينة العجيبة جعلني أرغب في المكوث فيها ..
بنيت جدران مملكتي مستعينة بما رأيته في المملكات السابقة
وضعت مشاعري .. حزني .. سعادتي .. تفاصيل يومي
ثم علقت على بابها " أنثى تحمل قلب طفلة "
مسآء الخير وأسعد الله أوقاتكم يا سكان مدينة المدونات ^^
~لؤلؤة قسنطينة~