أتَت البآرحةَ تجُرُّ قدميهآ متثاقلةً
وعيونهآ المُحمرّةُ لم تجفّ من الدمع بعد
في قلبِها كومةٌ من اليأسِ والحُزن
وعلى وجهها الشآحِب تلك الإبتسامة المزيّفة
التي ترسلها لمتابعة أحاديثنا المشوّقة
فِعلاً أن تفقد أحد والديكَ ليسَ بالأمرِ السّهل رحمَ الله والدكِ أختي وجعل مثواهُ الجنّة إن شاء الله
واليَوم أتحصّلُ على هذا الوِسامِ كتقديرٍ لجهُودي ^^
أسعدنِي هذا الوِسآمُ حقاًّ وجعلنِي اثِقُ بنفسي أكثر
شكراً لكلّ من يُتابعُني ولمن أعطانِي فرصةً لإثباتِ قدراتِي حتى ولو كانت مبتدِئة
شكراً للجميعِ مجرّدُ مروركُم يسعدُني أُحبّكُم في الله
البارحةَ وقبلَ أن انام أغلقتُ عيناي للحظة،,
تخيّلتُ لو أنّ حياتِي كانت مثل هذا الظّلام
لا أرى النُّور ولا اشعة الشمس ولا الاشجار والازهار
سأفتقدُ وجه أمّي .. وجهَ ابي .. وجهَ أختي
سأُحرمُ من رُؤيةِ كلّ ماهُو جميل ولكن ...
كل ماسبقَ ذكرهُ يمكننِي سماعُه حتى وإن حُرمت من رؤيته،
كصوت عائلتي وصوت تغاريد العصافير وضجيجِ الشوآرع
ولكن هنالك أشخاص أحببتهُم في الله ولا يمكننِي سماعُهُم .. فقطَ أراقبُ كلماتهم بصمت هؤلاء الاشخاص هم أنتم .. اهل لمتي
تذكرت كل أختٍ وأخٍ لي في هذا المكان
وأنا أتخيل أن أحرم من متابعة كلماتِهم
والتواصل معهم .. بصراحة لقد ذرفت الدموع
وشعرتُ أن هذا المكان ليس مكاناً لتمضيةِ الوقت فقط
بل إنه يحمل مشاعر أدفء وأجمل كأي بيت آخر
والله إني أحببت هذا المكان و كل عضوٍ فيه اعتبره أخاً وأختا لي في الله (ربي يحفظكم جميعا وربي يدوم جمعتنا ويلاقينا ببعض في الجنة أجمعين ^^)
عَلى مرِّ السّنواتِ ..
أصبحت تستهويني تِلك المفردآت {معقّدة، شديدةُ التديّن، لا تفقهينَ شيئاَ في المُوضة}
هآتُوا المزِيد .. فكلمآتُكم أصبحت تغذِّي روحي
فكلّ يومٍ أزدادُ فخراً كونِي معقّدة
ومتخلّفة عن ما تسمونهُ بالموضة،’ على الأقل أنا مختلفةٌ في زمن تشابهت فيه النّساء ^^
لا أريدُه أن يعبِّرَ عن رومانسيتِهِ بقصائد وأشعآر
ولا بهديّةٍ غالية الثّمن أو ورُودٍ حمرآء
تكفيني منهُ نظراتُه الغآضبة تلك الممزوجة بالغيرة
عند رؤية بعضاً من شعراتِي المتمردة
فيقول بصوت حآزم { غطي رأسكِ جيدا ..} تِلك أجمل رومانسيةِ في نظري ^^
كَم هُو جميل لو كان هنالك أجهزةٌ
تحذفُ من ذآكرتنآ كلّ تلك الذكريات السيئة
التي جمعتنا ببعضِ البشر
فتزيل تلك الهآلة السوداء التي تشوش تفكيرنآ
لتترك مجالاً للأحلام الجميلة كي تُزهِر بسلآم
كُلّ ما أشتهيهِ في هذه اللحظةِ هو كُوخٌ صغيرٌ
يقعُ في قمّة الجبل،’ في مكانٍ خالٍ من ثرثرةِ البشر
وخالٍ من ضجِيج الشوآرع،,
فأذرِفُ فيه لتراً من الدّموع
واصرخَ حتّى ينقطِعَ صوتِي
أريدُ أن أُفرغَ كلّ هذا الحزن .. هذَا القلق .. هذا الألم
أريد أن أفرغه في مكآنٍ لا يسمعنِي فيه أحد .. ولا يرانِي فيه أحد
لآ أشعُر بشيءٍ ... ولا أُفكِّر في شيءٍ ...
خآويةٌ أنا كحقلٍ فقدَ زرعهُ بعد موسمِ حصاد
أرفعُ القَلم فيأبى أن يسايرنِي بِخطّ بعض الكلمآت
كأن الحِبر قد جفّ .. أم أن بوحِي ومشاعري قد جفّت؟
وكأن الحُروف تتسرّب من بين أصابعي كحبّات الرّمل
ألتقطُ بعضها ... فتهربُ الأخرى بعيداً بعد أن تحمِلها الرياح
فلا ألمحُ سوى بريقها ..
تماماً كذلك المدّ والجزر الذي يراقص أمواج البحر
سآحباً معه تلك الذكريات التي تحتضن رمال الشاطىء
أو كتلك المزهرية التي احتضنت جروح تلك الزهور العابسة
وحين انكسرت لم يضمد جرحها أحد
وحيدةٌ أنا
كطائرٍ مُهاجرٍ فقد أثر أسرابِ الطيور ..