الحمد لله ...
ومن الفوائد والدرر ...
ومنها ...
وقال الحافظ أبو الفداء إسماعيل إبن عمر إبن كثير القرشيّ البصريّ ثم الدمشقيّ عليه رَحَمَات الله تعالى عليه /
قال الله تعالى : ( الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ .. ) الآية ..
فهذه خصال : التائب كما قال تعالى : ( التَّائِبُونَ .. ) ..
فكأن قائلاً يقول : من هم ؟؟؟
قيل هم : ( العابدون السائحون .. ) إلى آخر الآية ..
وإلاّ / فكل تائب لم يتلبس بعد توبته بما يقربه إلى من تاب إليه : فهو في بعدٍ وإدبارٍ ..
لا في قربٍ : وإقبال كما يفعل من اغتر باللَّه من المعاصي المحظورات ويدع الطاعات ..
فإن ترك الطاعات وفعل المعاصي : أشدّ وأعظم من إرتكاب المحرمات بالشهوة النفسية ..
فالتائب : هو من اتقى المحذورات ..
وفعل : المأمورات ..
وصبر : على المقدورات ..
والله سبحانه وتعالى : هو المعين الموفق ؛ وهو عليم بذات الصدور . ..
أنظره / البداية والنهاية ج 09 ورقة / 164 ...
ومنها ...
وقال أيضاً في البداية عليه رَحَمَات الله /
وَكَانَتْ هِمَّةُ الْوَلِيدِ ( الخليفة الأموي ) : فِي الْبِنَاءِ ..
وَكَانَ النَّاسُ كَذَلِكَ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ : مَاذَا بَنَيْتَ ؟؟
مَاذَا عَمَرْتَ ؟؟؟
وَكَانَتْ هِمَّةُ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ : فِي النِّسَاءِ ..
وَكَانَ النَّاسُ كَذَلِكَ ؛ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ : كَمْ تَزَوَّجْتَ ؟؟؟
مَاذَا عِنْدَكَ مِنَ السَّرَارِيِّ ؟؟؟
وَكَانَتْ هِمَّةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : فِي قِرَاءَةِ القرآن ؛ وفي الصلاة والعبادة ..
وَكَانَ النَّاسُ كَذَلِكَ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ : كَمْ وِرْدُكَ ؟؟؟
كَمْ تَقْرَأُ كُلَّ يَوْمٍ ؟؟؟
مَاذَا صليت البارحة ؟؟؟
والناس يقولون : الناس على دين مُليكِهم ..
إن كان خمّاراً : كثير الخمر !!!
وإن كان لوطيا : فكذلك !!!
وإن كان شحيحاً حريصاً : كان الناس كذلك !!!
وإن كان جواداً كريماً شجاعاً : كان الناس كذلك !!!
وإن كان طماعاً ظلوماً غشوماً : فكذلك !!!
وإن كان ذا دينِ وتقوى وبرٍ وإحسانٍ : كان الناس كذلك ..
وهذا يوجد : في بعض الأزمان وبعض الأشخاص . ..
أنظره / البداية والنهاية ج 09 ورقة / 165 ...
ومنها ...
قال شيخ الإسلام الصغير إبن قيّم الجَوْزِية عليه رَحَمَات الله تعالى عليه /
وَأَمَّا الْكُفْرُ الْأَكْبَرُ : فَخَمْسَةُ أَنْوَاعٍ ..
كُفْرُ : تَكْذِيبٍ ..
وَكُفْرُ : اسْتِكْبَارٍ وَإِبَاءٍ مَعَ التَّصْدِيقِ ..
وَكُفْرُ : إِعْرَاضٍ ..
وَكُفْرُ : شَكٍّ ..
وَكُفْرُ : نِفَاقٍ ..
فَأَمَّا كُفْرُ التَّكْذِيبِ / فَهُوَ اعْتِقَادُ كَذِبِ الرُّسُلِ ..
وَهَذَا الْقِسْمُ : قَلِيلٌ فِي الْكُفَّارِ ..
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَيَّدَ رُسُلَهُ وَأَعْطَاهُمْ مِنَ الْبَرَاهِينِ وَالْآيَاتِ عَلَى صِدْقِهِمْ مَا أَقَامَ بِهِ الْحُجَّةَ ؛ وَأَزَالَ بِهِ الْمَعْذِرَةَ .. .. .
وَأَمَّا كُفْرُ الْإِبَاءِ وَالِاسْتِكْبَارِ / فَنَحْوُ كُفْرِ إِبْلِيسَ ..
فَإِنَّهُ لَمْ يَجْحَدْ أَمْرَ اللَّهِ وَلَا قَابَلَهُ بِالْإِنْكَارِ ..
وَإِنَّمَا تَلَقَّاهُ : بِالْإِبَاءِ وَالِاسْتِكْبَارِ .. .. .
وَأَمَّا كُفْرُ الْإِعْرَاضِ / فَأَنْ يُعْرِضَ بِسَمْعِهِ وَقَلْبِهِ عَنِ الرَّسُولِ ..
لَا يُصَدِّقُهُ وَلَا يُكَذِّبُهُ وَلَا يُوَالِيهِ وَلَا يُعَادِيهِ وَلَا يُصْغِي إِلَى مَا جَاءَ بِهِ الْبَتَّةَ .. .. .
وَأَمَّا كُفْرُ الشَّكِّ / فَإِنَّهُ لَا يَجْزِمُ بِصِدْقِهِ وَلَا يُكَذِّبُهُ ..
بَلْ : يَشُكُّ فِي أَمْرِهِ ..
وَهَذَا لَا يَسْتَمِرُّ شَكُّهُ إِلَّا : إِذَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْإِعْرَاضَ عَنِ النَّظَرِ فِي آيَاتِ صِدْقِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُمْلَةً ؛ فَلَا يَسْمَعُهَا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا .. .. .
وَأَمَّا كُفْرُ النِّفَاقِ / فَهُوَ أَنْ يُظْهِرَ بِلِسَانِهِ الْإِيمَانَ ..
وَيَنْطَوِيَ بِقَلْبِهِ عَلَى التَّكْذِيبِ ..
فَهَذَا هُوَ : النِّفَاقُ الْأَكْبَرُ . ..
أنظره / مَدَارج السَالِكِين ج 01 ورقة / 346 - 347 ...