الحمد لله …
ومن الدرر المفيدة والمسائل الفريدة …
منها …
قال شيخ الإسلام الصغير ابن قيّم الجَوْزِيّة عليهِ رَحَمَات الله تعالى /
فالجبَّار في صفة الرب سبحانه ترجع إلى ثلاثة معان : الملك ..
والقهر ..
والعلو ..
فإن النخلة إذا طالت وارتفعت وفاتت الأيدي سميت : جَبَّارة ..
ولهذا جعل سبحانه اسمه : الجبَّارُ ؛ مقروناً بالعزيز والمتكبر ..
وكل واحد من هذه الأسماء الثلاثة : تضمن الإسمين الآخرين ..
وهذه الأسماء الثلاثة : نظير الأسماء الثلاثة ؛ وهي / الخالق البارئ المصور ..
فالجبَّار المتكبر يجريان مجرى التفصيل : لمعنى اسم العزيز ..
كما أن البارئ المصور : تفصيل لمعنى اسم الخالق ..
فالجبارُ من أوصافه : يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك ..
ولهذا كان من أسمائه : الحسنى ..
وأما المخلوق فاتصافه بالجبَّار : ذم له ونقص كما قال تعالى : ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ ..
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّار ﴾ أي / مسلط تقهرهم وتكرههم على الإيمان . ..
أنظره / عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ورقة / 121 …
ومنها …
وقال أيضاً /
الْجَنَّةُ لَيْسَتِ اسْمًا لِمُجَرَّدِ : الْأَشْجَارِ وَالْفَوَاكِهِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْحُورِ الْعِينِ وَالْأَنْهَارِ وَالْقُصُورِ ..
وَأَكْثَرُ النَّاسِ : يَغْلَطُونَ فِي مُسَمَّى الْجَنَّةِ ..
فَإِنَّ الْجَنَّةَ : اسْمٌ لِدَارِ النَّعِيمِ الْمُطَلَّقِ الْكَامِلِ ..
وَمِنْ أَعْظَمِ نَعِيمِ الْجَنَّةِ : التَّمَتُّعُ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ ..
وَسَمَاعُ : كَلَامِهِ ..
وَقُرَّةُ الْعَيْنِ : بِالْقُرْبِ مِنْهُ وَبِرِضْوَانِهِ ..
فَلَا نِسْبَةَ لِلَذَّةِ مَا فِيهَا مِنَ الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ وَالْمَلْبُوسِ وَالصُّوَرِ : إِلَى هَذِهِ اللَّذَّةِ أَبَدًا ..
فَأَيْسَرُ يَسِيرٍ مِنْ رِضْوَانِهِ : أَكْبَرُ مِنَ الْجِنَانِ وَمَا فِيهَا مِنْ ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ ..
وَأَتَى بِهِ : مُنَكَّرًا فِي سِيَاقِ الْإِثْبَاتِ ..
أَيْ / أَيُّ شَيْءٍ كَانَ مِنْ رِضَاهُ عَنْ عَبْدِهِ : فَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الْجَنَّةِ ..
قَلِيلٌ مِنْكَ يُقْنِعُنِي وَلَكِنْ .. قَلِيلُكَ لَا يُقَالُ لَهُ قَلِيلُ ..
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ - حَدِيثِ الرُّؤْيَةِ -
( فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ : مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ ) ..
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ ( إِذَا تَجَلَّى لَهُمْ وَرَأَوْا وَجْهَهُ عِيَانًا : نَسُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ؛ وَذَهَلُوا عَنْهُ ؛ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ ) ..
وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْأَمْرَ : هَكَذَا ..
وَهُوَ أَجَلُّ مِمَّا يَخْطُرُ بِالْبَالِ ؛ أَوْ يَدُورُ فِي الْخَيَالِ ..
وَلَا سِيَّمَا عِنْدَ فَوْزِ الْمُحِبِّينَ هُنَاكَ : بِمَعِيَّةِ الْمُحِبِّ ..
فَإِنَّ الْمَرْءَ مَعَ : مَنْ أَحَبَّ ؛ وَلَا تَخْصِيصَ فِي هَذَا الْحُكْمِ ؛ بَلْ هُوَ ثَابِتٌ شَاهِدًا وَغَائِبًا . ..
أنظرهُ / مدارِج السَالِكِين ج 02 وَرَقَة / 79 - 80 …
ومنها …
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة النميريّ عليهِ رَحَمَات الله تعالى عليه /
من أحَبَّ أن يلحق بدرجةِ الأبرارِ ؛ و يتشبه بالأخيار : فلينوِي في كل يوم تطلع فيه الشمس نــفــع الخلق فيما يسر الله من مصالحهم على يديه ..
و ليطع الله في أخذ : ما حل ..
و ترك : ما حرّم ..
و ليتورع عن الشبهات : ما استطاع ..
فإن طلب الحلال و النفقة على العيال : باب عظيمٌ لا يعدله شيء من أعمال البرِ . ..
أنظره / الإيمان الأوسط وَرَقَة / 106 …