الحمد لله …
ومن الدرر المفيدة والمسائل الفريدة الجَرِيدة …
منها …
وقال العلاّمة عبد الرحمن ابن سِعديّ عليهِ رَحَمَات الله /
ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻘَﺪَّﺭ ﻟﻚ : ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ..
ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻫﻤﻚ : ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﻋﻤﻞ ﻳﻮﻣﻚ ..
ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ : ﺍﺑﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﻻ ﻳﺤﺰﻥ ﻟﻤﺎ ﻣﻀﻰ ..
ﻭﻻ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ : ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ..
ﻭﻋﻠﻴﻚ : ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ..
ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ : ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ..
ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻛﻠﻬﺎ ..
ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻮﻓﺮﺓ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ؛ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ ﺻﺎﺩﻕ ﺧﺎﻟﺺ ..
ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﻌﻴﻮﺑﻚ ﻭﺷﺆﻭﻧﻚ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺷﺆﻭﻧﻬﻢ ..
ﻭﻋﺎﻣﻞ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺻﻐﻴﺮ ؛ ﻭﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ؛ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻭﻣﺮﺀﻭﺱ ..
ﻭﻛﻦ ﺭﻗﻴﻘًﺎ ﺭﺣﻴﻤًﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ؛ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩه ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﺀ ..
ﻭﻛﻦ ﻣﻘﺘﺼﺪًﺍ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭﻙ ﻛﻠﻬﺎ ..
ﻭﺍﻓﺘﺢ ﺫﻫﻨﻚ ﻟﻜﻞ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ . ..
أنظره / ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ج 22 وَرَقَة / 258 …
ومنها …
وقال شيخ الإسلام الصغير ابن قيّم الجَوْزِيّة عليهِ رَحَمَات ربّ البرية /
لما أعرض النَّاس عَن تحكيم الْكتاب وَالسّنة والمحاكمة إِلَيْهِمَا ؛ واعتقدوا عدم الإكْتِفَاء بهما ؛ وَعدلُوا إِلَى الآراء وَالْقِيَاس وَالإسْتِحْسَان وأقوال الشُّيُوخ : عرض لَهُم من ذَلِك فَسَادٌ فِي فطرهم ؛ وظلمة فِي قُلُوبهم ؛ وكدر فِي أفهامهم ؛ ومحق فِي عُقُولهمْ ..
وعمتهم هَذِه الْأُمُور وغلبت عَلَيْهِم حَتَّى : رَبِّي فِيهَا الصَّغِير !!
وهرم عَلَيْهَا الْكَبِير !!
فَلم يروها : مكراً ..
فجاءتهم دولة أُخْرَى قَامَت فِيهَا الْبدع : مقَام السّنَن ..
وَالنَّفس : مقَام الْعقل ..
والهوى : مقَام الرشد ..
والظلال : مقَام الْهدى ..
وَالْمُنكر : مقَام الْمَعْرُوف ..
وَالْجهل : مقَام الْعلم ..
والرياء : مقَام الْإِخْلَاص ..
وَالْبَاطِل : مقَام الْحق ..
وَالْكذب : مقَام الصدْق ..
والمداهنة : مقَام النَّصِيحَة ..
وَالظُّلم : مقَام الْعدْل ..
فَصَارَت الدولة وَالْغَلَبَة : لهَذِهِ الْأُمُور ؛ وَأَهْلهَا هم الْمشَار إِلَيْهِم ..
وَكَانَت قبل ذَلِك : لأضدادها ؛ وَكَانَ أَهلهَا هم الْمشَار إِلَيْهِم ..
فَإِذا رَأَيْت دولة هَذِه الْأُمُور : قد أَقبلت !!
وراياتها : قد نصبت !!
وجيوشها : قد ركبت ؛ فبطن الأَرْض وَالله : خير من ظهرهَا ..
وقلل الْجبَال : خير من السهول ..
ومخالطة الْوَحْش : أسلم من مُخَالطَة النَّاس . ..
أنظره / الفوائد وَرَقَة / 48 - 49 …
ومنها …
وقال أيضاً عليهِ رَحَمَات ربِّ /
اشْتَرِ نَفسك الْيَوْم فَإِن السُّوقَ : قَائِمَة ..
وَالثمن : مَوْجُود ..
والبضائع : رخيصة ..
وَسَيَأْتِي على تِلْكَ السُّوق والبضايع يَوْمٌ لَا تصل فِيهَا إِلَى قَلِيلٍ وَلَا كثيرٍ : ذَلِكَ يَوْم التغابن ؛ يَوْم يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ..
إِذا أَنْتَ لم ترحلْ بزادٍ من التُقى .. وأبصرتَ يَوْم الْحَشْرِ منْ قد تزوداَ ..
نَدِمت على أَن لَا تكون كمثلهِ .. وَأَنَّك لم ترصد كَمَا كَانَ أرصداَ .. . ..
أنظره / الفوائد وَرَقَة / 49 …