الحَمْدُ لله …
ومنَ الدرر والفوائد …
منها …
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال /
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ : شِرَّةً ..
وَلِكُلِّ شِرَّةٍ : فَتْرَةٌ ..
فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي : فَقَدْ أَفْلَحَ ..
وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ : فَقَدْ هَلَكَ . ..
رواه ابن حبان في صحيحه وصححه العلاّمة الألبانيّ في صحيح الترغيب برقم / 56 ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه /
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :
إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ : شِرَّةً ..
وَلِكُلِّ شِرَّةٍ : فَتْرَةً ..
فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ : فَارْجُوهُ ..
وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِع : فَلا تَعُدُّوهُ .. .
رواه الترمذي وحسَّنه العلاّمة الألبانيّ عليهِ رَحَمَات الله في صحيح الترغيب برقم / 57 ..
🖍🖍 قال الإمام المباركفوري عليهِ رَحَمَات الله /
قوله : ( إن لكل شيء شِرَّةً ) ..
أي : حرصاً على الشيء ؛ ونشاطاً ورغبة في الخير ؛ أو الشر ..
( ولكل شِرَّةٍ فَتْرَةً ) ؛ أي : وهْناً وضعفاً وسكوناً ..
( فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ ) ؛ أي : جعل صاحب الشرة عملَه متوسطاً ؛ وتجنب طرفي إفراط الشرة ؛ وتفريط الفترة ..
( فَارْجُوهُ ) ؛ أي : أرجو الفلاح منه ؛ فإنه يمكنه الدوام على الوسط ؛ وأحب الأعمال إلى الله أدومها ..
( وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ ) ؛ أي : إجتهد وبالغ في العمل ليصير مشهوراً بالعبادة والزهد ؛ وسار مشهوراً مشاراً إليه ..
( فَلا تَعُدُّوهُ ) ؛ أي : لا تعتدوا به ؛ ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائياً ..
ولم يقل : فلا ترجوه ؛ إشارة إلى أنه قد سقط ولم يمكنه تدارك ما فرط . .. انتهى ..
أنظره / تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ج 07 وَرَقَة / 126 …
ومنها …
وقال الحافظ الحَكيمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ ابنُ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيّ عليهِ رَحَمَات الله /
صلاَحُ خَمْسَةٍ فِي خَمْسَةٍ / صلاَحُ الصَّبيّ : فِي المَكْتب ..
وَصلاَحُ الفَتَى : فِي العِلْمِ ..
وَصلاَحُ الكَهْل : فِي المَسْجَدِ ..
وَصلاَحُ المرأَة : فِي البَيْتِ ..
وَصلاَحُ المُؤْذِي : فِي السِّجْن . ..
أنْظُرهُ / سير أعلام النبلاء الحافظ الذهبيّ ج 13 وَرَقَة / 341 …
ومنها …
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال /
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ ..
قَالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟؟؟
قَالَ : وَلا أَنَا ؛ إِلاّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ..
سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ ؛ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا .. .
رواه البخاريّ في الصحيح ..
🖌🖌 قال الحافظ ابن حجر العسقلانيّ عليهِ رَحَمَات الله /
قوله / ( سددوا ) معناه : اقصدوا السداد ..
أي : الصواب ..
قوله / ( وقاربوا ) ؛ أي : لا تُفْرِطُوا ( أي تشددوا ) فتُجهدوا أنفسكم في العبادة ؛ لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل ؛ فَتُفَرِّطُوا ( أي : تقصروا ) ..
قوله / ( واغدوا وروحوا وشيئا من الدلجة ) ..
والمراد بالغدو : السير من أول النهار ..
وبالرواح : السير من أول النصف الثاني من النهار ..
والدلجة : سير الليل ..
يقال / سار دلجة من الليل ؛ أي : ساعة ..
فلذلك قال : ( شيء من الدلجة ) لعسر سير جميع الليل ..
وفيه إشارة إلى الحث : على الرفق في العبادة ..
وعبر بما يدل على السير ؛ لأن العابد كالسائر إلى محل إقامته : وهو الجنة ..
قوله / ( والقصدَ القصدَ ) أي : الزموا الطريق الوسط المعتدل ؛ واللفظ الثاني للتأكيد .. . انتهى باختصار ..
أنظره / فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 11 وَرَقَة / 297 …