سلسلة من حكم السلف

📚 الحَمْدُ لله …

🥀 ومنَ الفَوائدِ والقلائِدِ والدُرر والعبَرِ …

🥀🥀 منها …
عنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُذري رضي الله عنه وأرضاه /
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ : إلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ .. .
رَوَاهُ أَحْمَد ؛ وَأَهْلُ الْكُتُبِ الْأَرْبَعَةِ ؛ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ..
وَقَدْ صَحَّحَهُ ابْنُ حَزْمٍ ؛ وهو في صحيح أبي دَاوُد برقم / 492 وقال الألبانيّ عليه رَحَمَات الله / صحيح …

قال شيخُ الإِسْلام ابن تيميّة عليهِ رَحَمَات الله /وَقَدْ ظَنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الْمَقْبَرَةِ نُهِيَ عَنْهَا : مِنْ أَجْلِ النَّجَاسَةِ لِاخْتِلَاطِ تُرْبَتِهَا بِصَدِيدِ الْمَوْتَى وَلُحُومِهِمْ ..
وَهَؤُلَاءِ قَدْ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ : الْمَقْبَرَةِ الْجَدِيدَةِ وَالْقَدِيمَةُ ..
وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ : حَائِلٌ ؛ أَوْ لَا يَكُونَ ..
وَالتَّعْلِيلُ بِهَذَا : لَيْسَ مَذْكُورًا فِي الْحَدِيثِ ..
وَلَمْ يَدُلَّ : عَلَيْهِ الْحَدِيثُ ..
لَا نَصًّا ؛ وَلَا ظَاهِرًا ..
وَإِنَّمَا هِيَ : عِلَّةٌ ظَنُّوهَا ..
وَالْعِلَّةُ الصَّحِيحَةُ عِنْدَ غَيْرِهِمْ مَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ فِي زَمَنِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمْ : إنَّمَا هُوَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ التَّشَبُّهِ بِالْمُشْرِكِينَ ؛ وَأَنْ تَصِيرَ ذَرِيعَةً إلَى الشِّرْكِ ؛ وَلِهَذَا نَهَى عَنْ اتِّخَاذِ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ مَسَاجِدَ . ..
🥀 أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 27 - 158 - 159 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا عليهِ رَحَمَات الله عليهِ /
فَإِنَّ الَّذِي ابْتَدَعَ دِينَ الرَّافِضَةِ : كَانَ زِنْدِيقًا يَهُودِيًّا ..
أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَأَبْطَنَ الْكُفْرَ : لِيَحْتَالَ فِي إفْسَادِ دِينِ الْمُسْلِمِينَ ؛ كَمَا احْتَالَ بُولِصَ فِي إفْسَادِ دِينِ النَّصَارَى ؛ سَعَى فِي الْفِتْنَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ ؛ وَفِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَسْتَجِيبُ لِلْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ ..
ثُمَّ إنَّهُ لَمَّا تَفَرَّقَتْ الْأُمَّةُ : ابْتَدَعَ مَا ادَّعَاهُ فِي الْإِمَامَةِ مِنْ النَّصِّ وَالْعِصْمَةِ ؛ وَأَظْهَرَ التَّكَلُّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ؛ وَصَادَفَ ذَلِكَ قُلُوبًا فِيهَا جَهْلٌ وَظُلْمٌ ؛ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَافِرَةً ؛ فَظَهَرَتْ بِدْعَةُ التَّشَيُّعِ الَّتِي هِيَ مِفْتَاحُ بَابِ الشِّرْكِ ..
ثُمَّ لَمَّا تَمَكَّنَتْ الزَّنَادِقَةُ أَمَرُوا بِبِنَاءِ الْمَشَاهِدِ وَتَعْطِيلِ الْمَسَاجِدِ مُحْتَجِّينَ بِأَنَّهُ : لَا تُصَلَّى الْجُمْعَةُ وَالْجَمَاعَةُ إلَّا خَلْفَ الْمَعْصُومِ . ..
🥀 أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 27 - 161 - 162 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا عليهِ رَحَمَات الله تعالى عليهِ /
قَدْ كَرِهَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ أَنْ يُقَالَ : زُرْت قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
وَمَالِكٌ : أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْبَابِ ..
فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ : أَعْلَمُ أَهْلِ الْأَمْصَارِ بِذَلِكَ ..
وَمَالِكٌ : إمَامُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ..
فَلَوْ كَانَ فِي هَذَا سُنَّةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا لَفْظُ ( زِيَارَةِ قَبْرِهِ ) : لَمْ يَخْفَ ذَلِكَ عَلَى عُلَمَاءِ أَهْلِ مَدِينَتِهِ وَجِيرَانِ قَبْرِهِ بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي ..
وَلِهَذَا كَانَتْ السُّنَّةُ عِنْد الصَّحَابَةِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إذَا سَلَّمَ الْعَبْدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ : أَنْ يَدْعُوَ اللَّهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ؛ وَلَا يَدْعُوَ مُسْتَقْبِلَ الْحُجْرَةِ . ..
🥀 أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 27 - 166 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحَمْدُ لله …

🥀 ومنَ الفَوائدِ والقلائِدِ والدُرر والعبَرِ …

🥀🥀 منها …
وَقَالَ الحَافظ الإِمَام إِبْرَاهِيم ابْن إِسْحَاقَ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ بشر ابْن عَبْدِ اللَّهِ ابْن ديسم أبو إِسْحَاق الحربيّ عليهِ رَحَمَات الله /
ما شكوت إلى أمي ولا إلى أختي ولا إلى امرأتي ولا إلى بناتي : حمى قط ..
وجدتها الرجل هو الذي يدخل غمه : عَلَى نفسه ؛ ولا يغم عياله ..
وكان بي شقيقة خمساً وأربعين سنة : ما أخبرت بها أحداً قطُ ..
ولي عشرون سنة أبصر بفرد عين : ما أخبرت بها أحداً قطُ ..
وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين ؛ إن جاءتني بهما أمي أو أختي : أكلت ؛ وإلاّ بقيت جائعاً عطشاناً إلى الليلة الثانية ..
وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف فِي اليوم والليلة ؛ إن جاءتني به امرأتي أو إحدى بناتي : أكلته ؛ وإلاّ بقيت جائعاً عطشاناً إلى الليلة الأخرى ..
والآن آكل نصف رغيف ؛ وأربع عشرة تمرة إن كان برنياً ؛ أو نيفاً وعشرين إن كان دَقْلاً ..
ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهرًا ؛ فقام إفطاري فِي هذا الشهر : بدهم ودَانِقَينِ ونصف ..
ودخلت الحمام واشتريت لهم صابوناً بدانقين ؛ فقامت نفقة شهر رمضان كله : بدرهم وأربعة دوانيق ونصف . ..
🥀 أنْظُرهُ / طبقات الحنابلة لأبي الحسين ابن أبي يعلى محمد ابن محمد ج 01 وَرَقَة / 86 - 87 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
قال عبد الله ابن المُقَفَّع /
أحقُّ الناس بالسلطان : أهل المعرفة ..
( وأراد بأهل المعرفة : سياسة الملك ) .
وأحقهم بالتدبير : العلماء ..
وأحقهم بالفضل : أعودهم على الناس بفضله ..
وأحقهم بالعلم : أحسنهم تأديبًا ..
وأحقهم بالغنى : أهل الجود ..
وأقربهم إلى الله : أنفذهم في الحق علمًا ؛ وأكملهم به عملًا ؛ وأحكمهم أبعدهم من الشك في الله ؛ وأصوبهم رجاءًا ؛ أوثقهم بالله ؛ وأشدهم انتفاعًا بعلمه ؛ أبعدهم من الأذى ..
وأرضاهم في الناس : أفشاهم معروفًا ..
وأقولهم : أحسنهم معونة ..
وأشجعهم : أشدهم على الشيطان ..
وأفلحهم بحجةٍ : أغلبهم للشهوة والحرص ..
وآخذهم بالرأي : أتركُهُم للهوى ..
وأحقهم بالمودة : أشدهم لنفسه حبًا ..
وأجودهم : أصوبهم بالعطية موضعًا ..
وأطولهم راحة : أحسنهم للأمور احتمالًا ..
وأقلهم دهشًا : أرحبهم ذراعًا ..
وأوسعهم غنى : أقنعهم بما أوتي ..
وأخفضهم عيشًا : أبعدهم من الإفراط ..
وأظهرهم جمالًا : أظهرهم حصافة ..
وآمنهم في الناس : أكلُّهم نابًا ومخلبًا ..
وأثبتهم شهادة عليهم : أنطَقَهُم عنهم ..
وأعدلهم فيهم : أدومهم مسالمة لهم ..
وأحقهم بالنعم : أشكرهم لما أوتي منها . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 33 - 34 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضاً /
فصل ما بين الدين والرأي ؛ أن الدين : يسلم بالإيمان ..
وأن الرأي : يثبت بالخصومة ..
فمن جعل الدين خصومة : فقد جعل الدين رأيًا ..
ومن جعل الرأي دينًا : فقد صار شارعًا ..
ومن كان هو يشرع لنفسه الدين : فلا دين له . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة /34 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحَمْدُ لله …

🥀 ومنَ الفَوائدِ والقلائِدِ والدُرر والعبَرِ …

🥀🥀 منها …
قال عبد الله ابن المُقَفَّع /
( المقفّع هذا ترجم له الحافظ الذهبيّ في السير ج 06 وَرَقَة / 208 ؛ ترجمة : 104 ..
وهو من وفيات : 145 هجري ؛ وكان مجوسياً ثم أسلم ) ..
أفضل ما يورث الآباء الأبناء : الثناء الحسن ..
والأدب : النافع ..
والإخوان : الصالحون . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 34 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
حياة الشيطان : ترك العلم ..
وروحه وجسده : الجهل ..
ومعدنه : في أهل الحقد والقساوة ..
ومثواه : في أهل الغضب ..
وعيشة : في المصارمة ..
ورجاؤه : في الإصرار على الذنوب . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 39 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
رأس الذنوب : الكذب ..
هو : يؤسسها ..
وهو : يتفقدها ويثبتها ..
ويتلوَّن : ثلاثة ألوان ..
بالأمنية ..
والجحود ..
والجدل ..
يبدو لصاحبه بالأمنية الكاذبة فيما يزين له من الشهوات ؛ فيشجعه عليها بأن ذلك سيخفى ؛ فإذا ظهر عليه : قابله بالجحود والمكابرة ..
فإن أعياه ذلك : ختم بالجدل ؛ فخاصم عن الباطل ؛ ووضع له الحجج ؛ والتمس به التثبت ؛ وكابر به الحق حتى يكون مسارعًا للضلالة ؛ ومكابرًا بالفواحش . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 41 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
ابذل لصديقك : دمك ومالك ..
ولمعرفتك : رفدك ( العطاء ) ومحضرك ( مشهدك ) ..
وللعامة : بِشْرُكَ وتحنُّنَك ..
ولعدوك : عدلك وإنصافك ..
واضنن بدينك وعرضك : على كل أحد . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 98 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
واعلم أن اللئام : أصبر أجسادًا ..
وأن الكرام : هم أصبر نفوسًا ..
وليس الصبر الممدوح بأن يكون جلد الرجل : وقاحًا على الضرب ..
أو رجله قوية : على المشي ..
أو يده قوية : على العمل ..
فإنما هذا : من صفات الحمير ..
ولكن الصبر الممدوح أن يكون للنفس : غلوبًا ..
وللأمور : محتملًا ..
وفي الضراء : متجملًا ..
ولنفسه عند الرأي والحفاظ : مرتبطًا ..
وللحزم : مؤْثِرًا ..
وللهوى : تاركًا ..
وللمشقة التي يرجو حسن عاقبتها : مستخفًا ..
وعلى مجاهدة الأهواء والشهوات : مواظبًا ..
ولبصيرته بعزمه : منفذًا . ..
🥀 أنْظُرهُ / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 110 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحمد لله …

🥀 ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ …

🥀🥀 منها …
قال شيخنا العلاّمة ابن عُثيمين عليهِ رَحَمَات ربّ العالمين /
هناك نعماً دينيَّة تتقدَّم هذا الطعام وتلحقه : فتُسمِّي عند الأكل ..
وتحمد : إِذا فرغت ..
فإن الله تعالى يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة : فيحمده عليها ..
ويشرب الشَّربة : فيحمده عليها ..
ورِضَى الله : غايةُ كلِّ إِنسان ..
فمن يُحصِّل رضى الله عزّ وجل ؟؟؟
فنحن نتمتَّع : بنعمه ..
فإِذا حمدناه عليها : رضي عنَّا ؛ وهو الذي تفضَّل بها أولاً ..
وهذه النِّعمة ( وهي رضى الله ) : أكبر من نعمة البدن ..
ما ظنُّكم لو لم يشرع الله لنا أن نحمده عند الأكل والشُّرب ؛ فإننا لو حمدناه : لصرنا مبتدعين ؛ وصرنا آثمين ؛ لكنه شرع لنا ذلك من أجل أن يوصلنا إلى رضاه ..
أسأل الله أن يحقِّق ذلك لنا جميعاً ..
فهذه نعمة عظيمة لا يُدركها الإِنسان إلاّ عند التأمل ..
وأيضاً :
عند تفريغ وإخراج هذا الذي أكلناه وشربناه يحصُل لنا : نعم جِسْميَّة ؛ وحسيَّة شرعيَّة ؛ ودينية ..
فالنِّعم الحسِّية : فيما لو احتقن هذا الطَّعام ؛ أو الشَّراب في جسمك ولم يخرج ؛ فإِن المآل الموت المحقق ؛ ولكنه بنعمة الله يخرج ..
ولو احتقنت الرِّيح التي جعلها الله تعالى لتفتح المجاري أمام ما يعبر منها من الطَّعام والشَّراب ؛ فلو أنها انسدت : ماذا يكون ؟؟؟ ينتفخ البطن ؛ ثم يتمزَّق فيموت الإنسان ؛ وكذلك البول ..
إِذاً / فَللَّهِ علينا نعمة في خروجه ..
وفي تيسيره نعمة كبرى والحمد لله ..
نسأل الله لنا ولكم دوام النعمة ..
فإِذا أردت : حبسته ..
وإذا أردت : فتحته ..
ومن يستطيع أن يفتح المكان حتى ينزل البول ؟؟؟
لولا أن الله يسَّر ذلك ..
وكذلك : متى شئت ..
فقد تذهب وتبول وليس في المثانة إِلاّ ربعها ؛ أي : أن المسألة ليست إجبارية ؛ وقد تحبسه وهي مملوءة ؛ ولكنك تستطيع أن تتحمَّل ؛ فهذه من نِعَمِ الله ؛ ولا يعرف قَدْرَ هذه النعمة إِلاّ من ابتُليَ بالسَّلس ؛ أو الحصر ؛ نسأل الله السلامة . ..
🥀 أنْظُرهُ / الشرح الممتع على زاد المستقنع ج 01 وَرَقَة / 101 - 102 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضاً بعدها عليهِ رَحَمَات الله /
ومع ذلك هناك : نِعَمٌ دينيَّة مقرونة بهذه النِّعم البدنية ..
فعند الدخول ( أي / الخلاء ) : هناك ذكر مشروع يقربك إِلى الله ..
وعند الخروج : ذكر مشروع يقربك إلى الله عزّ وجل ..
فتأمل نعم الله عليك ؛ فهي سابغة وشاملة واسعة : دينية ودنيوية ..
وبهذا تعرف صدق هذه الآية ؛ قال تعالى : ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا عْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ ..
وقال : ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ ..
فبيَّن الله حالَ الإنسان وشأن الربِّ عند النِّعمة العظيمة ..
فحال العبد : الظلم والكفر ..
ظلم : نفسه ..
وكفر : نعمة ربِّه ..
وشأن الربِّ عزّ وجل أن يقابل هذا الظُّلم : وهذا الكفر : بالمغفرة والرحمة ولله الحمد . ..
🥀 أنْظُرهُ / الشرح الممتع على زاد المستقنع ج 01 وَرَقَة / 102 - 103 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا عليهِ رَحَمَات الله في مسألةٍ نادرةٍ مفيدة /
وقال بعض العلماء :
إِن الرِّيحَ : نجسةٌ ؛ فيجب غَسْلُ المحلِّ منها ..
والصحيحُ : أنَّها طاهرةٌ ؛ لأنها ليس لها جِرْمٌ ..
ويترتَّب على هذا : أنَّه لو خرجت منك وثيابك مبلولة ؛ فإِنها ستلاقي رطوبة ..
فإن قلنا : هي نجسةٌ ؛ وجب غسل ما لاقته ..
وإن قلنا : طاهرةٌ ؛ لم يجب ..
ولا نقول يترتَّبُ على ذلك ما ذكره بعضُ الفقهاء : من أنَّ المصلِّيَ لو حمل قِرْبَة فُساءٍ فهل تصحُّ صلاته ؟؟؟ لأن هذا أمر لا يمكن ..
ولكن بعض أهل العلم : مشغوفٌ بالإِغراب في تصوير المسائل ..
ومثل هذا : الأولى تركه ؛ لأنه قد يُعاب على الفقهاء أن يصوِّروا مثل هذه الصُّور النَّادرة التي قد تكون مستحيلة . ..
🥀 أنْظُرهُ / الشرح الممتع على زاد المستقنع ج 01 وَرَقَة / 140 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحمد لله …

🥀 ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ …

🥀🥀 منها …
وقال الإمام القاضي محمد ابن عبد الله أبو بكر ابن العربيّ المعافريّ الإشبيليّ المالكيّ عليه رَحَمَات الله /
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ..
عَنْ أَشْهَبَ ..
عَنْ مَالِكٍ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ / ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ ﴾ ..
فَاللَّعِبُ بِالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ : مِنْ الضَّلَال ..
وَرَوَى يُونُسُ ..
عَنْ أَشْهَبَ قَالَ : سُئِلَ ( يَعْنِي مَالِكًا ) عَنْ اللَّعِبِ بِالشِّطْرَنْجِ قَالَ / لَا خَيْرَ فِيهِ ؛ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ..
وَهُوَ مِنْ الْبَاطِلِ ..
وَاللَّعِبُ كُلُّهُ مِنْ الْبَاطِلِ ..
وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِذِي الْعَقْلِ أَنْ تَنْهَاهُ اللِّحْيَةُ وَالشَّيْبُ عَنْ الْبَاطِلِ . ..
وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَسْلَمَ فِي شَيْءٍ : أَمَا تَنْهَاك لِحْيَتُك هَذِهِ ؟؟؟
قَالَ أَسْلَمُ : فَمَكَثْت زَمَانًا وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهَا سَتَنْهَانِي . ..
🥀 أنظره / أحكام القرآن ج 03 وَرَقَة / 09 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
وَرَوَى يُونُسُ ..
عَنْ ابْنِ وَهْبٍ ..
عَنْ مَالِكٍ / أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الرَّجُلِ يَلْعَبُ مَعَ امْرَأَتِهِ فِي بَيْتِهِ ؟؟؟
فَقَالَ مَالِكٌ : مَا يُعْجِبُنِي ذَلِكَ ؛ وَلَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْمُؤْمِنِينَ اللَّعِبُ ..
يَقُولُ اللَّهُ : ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ ﴾ ..
وَهَذَا : مِنْ الْبَاطِل . ..
🥀 أنظره / أحكام القرآن ج 03 وَرَقَة / 09 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
ثم قال بعد هذه المسألة ؛ ورجَّح التحقيق فيها فقال عليهِ رَحَمَات الله /
هَذَا مُنْتَهَى مَا تَحَصَّلَ لِي مِنْ أَلْفَاظِ مَالِكٍ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ..
وَقَدْ اعْتَرَضَ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ عَلَيْهِ مِنْ الْمُخَالِفِينَ فَقَالَ :
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا بَعْدَ اللَّهِ : هُوَ الضَّلَالُ ..
لِأَنَّ أَوَّلَهَا : ﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ ﴾ ..
فَهَذَا فِي الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ ؛ يَعْنِي لَيْسَ فِي الْأَعْمَالِ ..
وَأَجَابَ عَنْ ذَلِكَ بَعْضُ عُلَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ فَقَالَ : إنَّ الْكُفْرَ : تَغْطِيَةُ الْحَقِّ ..
وَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ الْحَقِّ : يَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى ..
هَذَا مُنْتَهَى السُّؤَالِ وَالْجَوَابِ ..
وَتَحْقِيقُهُ أَنْ يُقَالَ : إنَّ اللَّهَ أَبَاحَ وَحَرَّمَ ..
فَالْحَرَامُ : ضَلَالٌ ..
وَالْمُبَاحُ : هُدًى ..
فَإِنْ كَانَ الْمُبَاحُ حَقًّا كَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ : فَالشِّطْرَنْجُ مِنْ الْمُبَاحِ ؛ فَلَا يَكُونُ مِنْ الضَّلَال ..
لِأَنَّ مَنْ اسْتَبَاحَ مَا أَبَاحَ اللَّهُ : لَا يُقَالُ لَهُ ضَالٌّ ..
وَإِنْ كَانَ الشِّطْرَنْجُ خَارِجًا مِنْ الْمُباح : فيَفْتَقِرُ إلَى دَلِيلٍ ..
فَإِذَا قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ حَرَامٌ : فَحِينَئِذٍ يَكُونُ مِنْ الضَّلَالِ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ ..
وَقَدْ قَدَّمْنَا الْقَوْلَ فِيهِ ؛ وَأَنَّ قَوْلَ الشَّافِعِيَّةِ : أَنَّهُ يُخَالِفُ النَّرْدَ ؛ لِأَنَّ فِيهِ إكْدَادَ الْفَهْمِ ؛ وَاسْتِعْمَالَ الْقَرِيحَةِ ..
وَالنَّرْدُ : قِمَارٌ غَرَرٌ ؛ لَا يَعْلَمُ مَا يَخْرُجُ لَهُ فِيهِ كَالِإسْتِقْسَامِ بِالْأَزْلَامِ . ..
🥀 أنظره / أحكام القرآن ج 03 وَرَقَة / 10 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحمد لله …

🥀 ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ …

🥀🥀 منها …
وقال عبد الله ابن المُقَفَّعْ ( المتوفى / 142هـ ) /
المودة بين الأخيار : سريع اتصالها ؛ بطيء انقطاعها ..
ومثل ذلك : مثل كوب الذهب الذي هو بطيء الإنكسار ؛ هين الإصلاح ..
والمودة بين الأشرار : سريع انقطاعها ؛ بطيء اتصالها ؛ كالكوز من الفخار يكسره أدنى عبث ؛ ثم لا وصل له أبدًا . ..
🥀 أنظره / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 54 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضاً /
فإذا افتقر الرجل : اتهمه من كان له مؤتمنًا ..
وأساء به الظن : من كان يظن به حسنًا ..
فإذا أذنب غيره : ظنوه ؛ وكان للتهمة وسوء الظن موضعًا . ..
🥀 أنظره / الأدب الصغير والأدب الكبير وَرَقَة / 56 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
و قال الإمام أبو محمد علي ابن أحمد ابن سعيد ابن حزم الأندلسي الظاهريّ عليه رَحَمَات الله /
محن الإنسان في دهره : كثيرةٌ ..
وأعظمها : محنته بأهل نوعه من الإنس ..
وداء الإنسان بالناس : أعظم من دائه بالسباعِ الكَلَبَةِ والأفاعي الضارية ..
لأن التحفظ من كل ما ذكرنا ممكن !!! ولا يمكن التحفظ : من الإنس أصلاً . ..
🥀 أنظره / رسائل ابن حزم الأندلسي ج 01 وَرَقَة / 402 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
الغالب على الناس : النفاق ..
ومن العجب أنه لا يجوز مع ذلك عندهم : إلاّ من نافقهم . ..
🥀 أنظره / رسائل ابن حزم الأندلسي ج 01 وَرَقَة / 402 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا /
إذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك : إلاّ حضور مستزيد علماً وأجراً ..
لا حضور مستغن بما عندك طالب عثرة : تشنعها ..
أو غريبة : تشيعها ..
فهذه : أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العالم أبداً ..
فإذا حضرتها على هذه النية : فقد حصلت خيراً على كل حال ..
فإن لم تحضرها على هذه النية : فجلوسك في منزلك أروح لبدنك ؛ وأكرم لخلقك ؛ وأسلم لدينك . ..
🥀 أنظره / رسائل ابن حزم الأندلسي ج 01 وَرَقَة / 411 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحمد لله …

🥀 ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ …

🥀🥀 منها …
عن عائشة رضي الله عنها /
أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان إِذا خرج من الغائط قال : غُفْرانك . ..
( حديث : حسن ..
/ أنظره : صحيح الجامع للألبانيّ عليهِ رَحَمَات الله برقم / 4707 ) ..

قال شيخنا العلاّمة ابن عُثيمين عليهِ رَحَمَات ربّ العالمين /
والمغفرة : هي سَتْر الذَّنب والتَّجاوز عنه ..
لأنَّها مأخوذة : من المِغْفَرِ ..
وفي المغفر : سَتْر ووقاية ؛ وليس سَتْراً فقط ..
فمعنى : اغفر لي ؛ أي / استُرْ ذنوبي ؛ وتجاوز عَنِّي حتى أسَلَمَ من عقوبتها ؛ ومن الفضيحة بها ..
ومناسبة قوله : ( غُفْرَانك ) هنا /
قيل / إن المناسبة أن الإنسان لما تخفَّف من أذيَّة الجسم : تذكَّر أذيَّةَ الإِثم ؛ فدعا الله أن يخفِّف عنه أذيَّة الإثم ؛ كما مَنَّ عليه بتخفيف أذيَّة الجسم ..
وهذا معنى : مناسب من باب تذكُّر الشيء بالشيء ..
وقال بعض العلماء / إِنه يسأل الله غُفْرانَه ؛ لأنه انحبس عن ذكره في مكان الخلاء ؛ فيسأل الله المغفرة له ذلك الوقت الذي لم يذكر الله فيه ..
وفي هذا نظر ؛ لأنه انحبس عن ذكر الله : بأمر الله ..
وإِذا كان كذلك : فلم يعرِّض نفسه للعقوبة ؛ بل عرَّضها للمثوبة ؛ ولهذا الحائض لا تُصلِّي ولا تصوم ؛ ولا يُسَنُّ لها إِذا طَهُرت أن تستغفر الله بتركها الصَّلاة والصَّوم أيام الحيض ؛ ولم يقله أحدٌ ؛ ولم يأتِ فيه سُنَّة ..
والصَّحيح : هو الأول . ..
🥀 أنظره / الشرح الممتع على زاد المستقنع ج 01 وَرَقَة / 106 - 107 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
قال الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) /
قال الإمام أبو عبد الله محمد ابن إدريس ابن العبّاس ابن عثمان ابن شافع ابن عبد المطلب ابن عبد مَنَاف المطلبيّ القرشيّ المكيّ عليهِ رَحَمَات الله /
لأن التقوى تكون : على من عَقَلَها ..
وكان من أهلها من البالغين من بني آدم دون المخلوقين : من الدوابّ سِواهم ..
ودون المغلوبين على عقولهم : منهم ..
والأطفال الذين لم يبلغوا وعُقِل التقوى منهم :
فلا يجوز أن يُوصف بالتقوى ..
وخلافها : إلاّ من عَقَلها وكان من أهلها ..
أو خالفها : فكان من غير أهلها . ..
🥀 أنظره / الرسالة وَرَقَة / 56 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال الإمام محمد ابن علي ابن محمد ابن عبد الله الشوكانيّ اليمنيّ عليهِ رَحَمَات الله /
فَإِن الْعلم طيب : لَا يقبل غَيره ..
وَلَا يحْتَمل : الشَّركَة ..
والروائح الخبيثة إِذا لم تغلب على الروائح الطّيبَة فَأَقل الْأَحْوَال : أَن تساويها ..
وبمجرد هَذِه الْمُسَاوَاة : لَا تبقى للطيب رَائِحَة ..
وَالْمَاء الصافي العذب الَّذِي يستلذه شَاربه كَمَا يكدره الشَّيْء الْيَسِير من المَاء المالح ؛ فضلاً عَن غير المَاء من القاذورات ؛ بل تنقص لذته مُجَرّد وجود القذاة فِيهِ ؛ وَوُقُوع الذُّبَاب عَلَيْهِ ..
هَذَا على فَرضِ أَن مُجَرّد تشريك الْعلم مَعَ غَيره : لَهُ حكم هَذِه المحسوسات ؛ وهيهات ذَاك ..
فَإِن من أَرَادَ أَن يجمع فِي طلبه الْعلم بَين قصد الدُّنْيَا وَالْآخِرَة : فقد أَرَادَ الشطط وَغلط أقبح الْغَلَط ..
فَإِن طلب الْعلم : من أشرف أَنْوَاع الْعِبَادَة ؛
وأجلها وأعلاها ؛ وَقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ : ( وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين ) ..
فقيد الْأَمر بِالْعبَادَة : بالإخلاص الَّذِي هُوَ روحها . ..
🥀 أنظره / أدب الطلب ومنتهى الأدب وَرَقَة / 28 - 29 … 🌾🌾🌾
 
📚 الحمد لله …

🥀 ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ …

🥀🥀 منها …
قال الإمام القاضي محمد ابن عبد الله أبو بكر ابن العربيّ المعافريّ الاشبيليّ المالكيّ عليه رَحَمَات الله /
( و ) قَوْله تَعَالَى : ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ ..
فِيهَا مَسْأَلَتَانِ ..
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : الْقَصْدُ فِي الْمَشْيِ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ وَجْهَيْنِ ..
أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ السُّرْعَةَ ..
وَيَحْتَمِلُ : التُّؤَدَةَ ..
وَكِلَاهُمَا : صَحِيحٌ فِي مَوْضِعِهِ ..
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْمَشْيَ بِقَصْدٍ ؛ لَا يَكُونُ عَادَةً ؛ بَلْ يَجْرِي عَلَى حُكْمِ النِّيَّة ؛ وَلَا يَسْتَرْسِلُ اسْتِرْسَالَ الْبَهِيمَةِ ..
وَالْكُلُّ صَحِيحٌ مُرَادٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ..
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ ..
قَوْلُهُ : ﴿ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ﴾ ..
يَعْنِي : لَا تَتَكَلَّفْ رَفْعَ الصَّوْتِ ..
وَخُذْ مِنْهُ مَا تَحْتَاجُ إلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْجَهْرَ بِأَكْثَرَ مِنْ الْحَاجَةِ تَكَلُّفٌ يُؤْذِي ..
وَقَدْ قَالَ عُمَرُ لِمُؤَذِّنٍ تَكَلَّفَ رَفْعَ الْأَذَانِ بِأَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِهِ : لَقَدْ خَشِيت أَنْ تَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤُك ..
وَالْمُؤَذِّنُ : هُوَ أَبُو مَحْذُورَةَ سَمُرَةَ بْنُ مِعْيَرٍ ..
وَالْمُرَيْطَاءُ : مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إلَى الْعَانَةِ . ..
🥀 أنظره / أحكام القرآن ج 03 وَرَقَة / 531 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال عليهِ رَحَمَات الله أيضًا في قوله تعالى : ﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ..
إذْ هُوَ تَعَالَى : وَاحِدٌ تَخْتَلِفُ أَوْصَافُهُ ..
وَتَتَعَدَّدُ : أَسْمَاؤُهُ ..
وَهُوَ تَعَالَى : وَاحِدٌ ..
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : قَالَ مَالِكٌ / لَا يُحَدُّ وَلَا يُشَبَّهُ ..
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ /
مَنْ قَرَأَ / ( يَدُ اللَّهِ ) وَأَشَارَ إلَى يَدِهِ ؛ وَقَرَأَ / ( عَيْنُ اللَّهِ ) وَأَشَارَ إلَى ذَلِكَ الْعُضْوِ مِنْهُ : يُقْطَعُ تَغْلِيظًا عَلَيْهِ فِي تَقْدِيسِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَنْزِيهِهِ عَمَّا أَشْبَهَ إلَيْهِ ؛ وَشَبَّهَهُ بِنَفْسِهِ ؛ فَتُعْدَمُ [ نَفْسُهُ ؛ وَ ] جَارِحَتُهُ الَّتِي شَبَّهَهَا بِاَللَّهِ ..
وَهَذِهِ غَايَةٌ : فِي التَّوْحِيدِ ؛ لَمْ يَسْبِقْ إلَيْهَا مَالِكًا مُوَحِّدٌ . ..
🥀 أنظره / أحكام القرآن ج 04 وَرَقَة / 177 … 🌾🌾🌾

🥀🥀 ومنها …
وقال أيضًا عليهِ رَحَمَات الله في فائدةٍ عزيزةٍ /
فَإِنْ قِيلَ / فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ ..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ /
إنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ؛ ( وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى عَيْنِهِ ) وَأَنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ؛ كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ .. .
فَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ :
أحَدُهُمَا / أَنَّ هَذَا خَبَرٌ : وَاحِدٌ ؛ لَا يُوجِبُ عِلْمًا ..
الثَّانِي / أَنَّ هَذِهِ الْإِشَارَةَ : فِي النَّفْيِ ؛ لَا فِي الْإِثْبَاتِ ..
وَفِي : التَّقْدِيسِ ؛ لَا فِي التَّشْبِيهِ ؛ وَهَذَا نَفِيسٌ فَاعْرِفْهُ . ..
🥀 أنظره / أحكام القرآن ج 04 وَرَقَة / 177 - 178 … 🌾🌾🌾
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top