الحمد لله …
ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ والعبر …
منها …
قال الحافظ محيي السنة أبو محمد الحسين ابن مسعود ابن محمد ابن الفرّاء البغويّ عليهِ رَحَمَات الله في قوله تعالى / ( وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً … ) ..
( وَقَطَّعْناهُمُ ) : أَيْ / فَرَّقْنَاهُمْ ؛ يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً ..
قَالَ الْفَرَّاءُ / إِنَّمَا قَالَ : اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ؛ وَالسِّبْطُ مُذَكَّرٌ لِأَنَّهُ قَالَ ( أُمَماً ) ؛ فَرَجَعَ التَّأْنِيثُ إِلَى الْأُمَمِ ..
وَقَالَ الزَّجَّاجُ / المعنى : وقطّعناهم اثنتا عشرة فرقة أُمَمًا ..
وَإِنَّمَا قَالَ ( أَسْباطاً أُمَماً ) : بِالْجَمع ؛ ومَا فَوْقَ الْعَشَرَةِ لَا يُفَسَّرُ بِالْجَمْعِ ؛ فَلَا يُقَالُ : أَتَانِي اثْنَا عَشَرَ رِجَالًا ؛ لِأَنَّ الْأَسْبَاطَ فِي الْحَقِيقَةِ : نَعْتُ الْمُفَسِّرِ الْمَحْذُوفِ وَهُوَ : الْفِرْقَةُ ؛ أَيْ : وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً أُمَمًا ..
وَقِيلَ فِيهِ تقديم وتأخير تقديرها : وَقَطَّعْنَاهُمْ أَسْبَاطًا أُمَمًا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ؛ وَالْأَسْبَاطُ : الْقَبَائِلُ ؛ وَاحِدُهَا : سِبْطٌ . ..
أنظره / معالم التنزيل في تفسير القرآن ج 02 وَرَقَة / 241 …
ومنها …
وروى أيضًا بسنده عليهِ رَحَمَات الله قال /
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ ..
أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ ..
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ..
نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ..
نَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى ..
نَا سُفْيَانُ ..
نَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ / نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرِنَ لرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ جَمِيعًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَه .. .
هَذَا حَدِيثٌ مُتّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ ؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ..
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ..
عَنْ سُفْيَانَ ..
قَالَ الإِمامُ : فِيهِ دلِيلٌ على جَوَاز المناهدة فِي الطَّعَام ؛ وَكَانَ المُسْلِمُون لَا يرَوْنَ بِها بَأْسا وَإِن تفاوتوا فِي الْأكل عَادَة إِذا لمْ يقْصد مغالبة صَاحبه ..
قَالَ أبُو سُليْمان : إِنّما جَاءَ النَّهْي عنِ القِران : لعلةٍ معلومةٍ ..
وهِي : مَا كَانَ القومُ فِيهِ من شدَّة الْعَيْش ؛ وضيق الطَّعَام ؛ فإِذا اجْتَمعُوا على الْأكل وَكَانَ الطَّعَام مشفوهًا ؛ وفِي الْقَوْم من بلغ بِهِ الجوعُ الشدَّة ؛ فهُو يُشفق من فنائه قبل أَن يَأْخُذ حَاجته مِنْهُ ؛ فَرُبمَا قرن بيْن التمرتين أوْ عظّم اللُّقْمَة ؛ فأرشد النّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الْأَدَب فِيهِ ؛ وَأمر بالإاستئذان ليستطيب بِهِ أنفس أصْحابه ..
وأمّا الْيَوْم : فقدْ كثر الْخَيْر ؛ واتسعت الْحَال ؛ وَصَارَ النّاس إِذا اجْتَمعُوا تلاطفوا على الْأكل ؛ فهُمْ لَا يَحْتَاجُونَ إِلى الإسْتِئْذَان فِي مثل ذلِك إِلَّا أَن يحدث حَال من الضّيق تَدْعُو الضَّرُورَة فِيها إِلى مثل ذلِك ؛ واللهُ أعْلمُ . ..
أنْظُرهُ / شرح السنة ج 11 وَرَقَة / 327 - 328 …
ومنها …
وقال أيضًا الحافظ البغويّ عليهِ رَحَمَات الله /
قَالَ الله سُبْحانهُ وَتَعَالَى : ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ ﴾ ..
قَالَ مُجاهِدٌ / هُو الرّجُلُ ينْزِلُ بالرّجُلِ : فَلَا يُضيِّفُهُ ؛ وَلَا يقْرِيهِ ..
فَلَا بَأْس أنْ يقُول : لمْ تُضِفْني ؛ ولمْ تقْرِني .. .
أنْظُرهُ / شرح السنة ج 11 وَرَقَة / 339 …
ومنها …
وقال أيضًا /
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا ﴾ ..
وَقُرِئَ : ﴿ وَرِيَاشًا ﴾ ..
قَالَ القُتَيْبِيُّ / الرِّيشُ وَالرِّيَاشُ مَا ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ : مِثْلُ اللِّبْسِ وَاللِّبَاسِ ؛ وَالْحَرَمِ وَالْحَرَامِ ..
وَقِيلَ : الرِّيَاشُ ؛ الْخِصْبُ وَالْمَعَاشُ ..
وَقَالَ مُجَاهِدٌ / وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ وَرِيشًا ﴾ أَيْ / مَالاً ؛ وَكُلُّ مَا سَتَرَ الإنْسَانَ ؛ فَهُوَ رِيشٌ ..
ومِنْهُ رِيشُ : الطَّائِرِ ..
يُقَالُ / تَرَيَّشَ الرَّجُلُ : إِذَا صَارَ ذَا مَالٍ ؛ وَحَسُنَتْ حَالُهُ . ..
أنْظُرهُ / شرح السنة ج 12 وَرَقَة / 03 …