الحمد لله …
ومنَ الدّررِ والقلائدِ والفَوائِدِ والعبر …
منها …
قال الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن علي ابن محمد الجوزيّ عليهِ رَحَمَات الله /
والناس ثلاثة :
من استكثر عمره بالخير ودام عليه : فذلك من الفائزين ..
ومن خلط وقصر : فذاك من الخاسرين ..
ومن صاحب التفريط والمعاصي : فذاك من الهالكين . ..
أنظره / مواسم العمر وَرَقَة / 48 …
ومنها …
وقال الحافظ أيضًا /
قَالَ الْعُلَمَاءُ :
خُلِقَ آدَمُ : يَوْمَ الْجُمُعَةِ ..
وَكَانَ طُولُهُ : ستون ذِرَاعًا ؛ وَعَرْضُهُ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ ..
وَفِي تَسْمِيَتِهِ آدَمَ قَوْلانِ :
أَحَدُهُمَا : لأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ ؛ قاله سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ..
وَأَدِيمُ الأَرْضِ : وَجْهُهَا ..
وَالثَّانِي :
أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الأُدْمَةِ : وَهِيَ سُمْرَةُ اللَّوْنِ ؛ قَالَهُ الضَّحَّاكُ . ..
أنظره / التبصرة ج 01 وَرَقَة / 25 …
ومنها …
وقال أيضًا في قوله تعالى / ﴿ قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ﴾ ..
سَعِدَ : مَنْ تَدَبَّرَ ..
وَسَلِمَ : مَنْ تَفَكَّرَ ..
وَفَازَ : مَنْ نَظَرَ وَاسْتَعْبَرَ ..
وَنَجَا : مِنْ بَحْرِ الْهَوَى مَنْ تَصَبَّرَ ..
وَهَلَكَ كُلَّ الْهَلاكِ وَأَدْبَرَ : مَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ مَعَ الشَّعْرِ الْمُبْيَضِّ .. ..
ثم قال عليه رَحَمَات الله /
أَنَّ التَّفَكُّرَ يَنْقَسِمُ : إِلَى قِسْمَيْنِ ..
أَحَدُهُمَا : يَتَعَلَّقُ بِالْعَبْدِ ..
وَالثَّانِي : بِالْمَعْبُودِ جَلَّ جَلالُهُ ..
فَأَمَّا الْمُتَعَلِّقُ بِالْعَبْدِ / فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَفَكَّرَ : هَلْ هُوَ عَلَى مَعْصِيَةٍ أَمْ لا ؟؟؟
فَإِنْ رَأَى زَلَّةً : تَدَارَكَهَا بِالتَّوْبَةِ وَالإسْتِغْفَارِ ..
ثُمَّ يَتَفَكَّرَ فِي نَقْلِ الأَعْضَاءِ : مِنَ الْمَعَاصِي إِلَى الطَّاعَاتِ ؛ فَيَجْعَلَ شُغُلَ الْعَيْنِ الْعَبْرَةَ ..
وَشُغُلَ اللِّسَانِ : الذِّكْرَ ..
وَكَذَلِكَ سَائِرَ الأَعْضَاءِ ..
ثُمَّ يَتَفَكَّرَ فِي الطَّاعَاتِ لِيَقُومَ بِوَاجِبِهَا ؛ وَيُجْبِرَ وَاهِنَهَا ..
ثُمَّ يَتَفَكَّرَ فِي مُبَادَرَةِ الأَوْقَاتِ : بِالنَّوَافِلِ طَلَبًا لِلأَرْبَاحِ ..
وَيَتَفَكَّرَ فِي قِصَرِ الْعُمْرِ فَيَنْتَبِهَ حَذِرًا أَنْ يَقُولَ غداً : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله .. ..
وَأَمَّا الْمُتَعَلِّقُ بِالْمَعْبُودِ جَلَّ جَلالُهُ : فَقَدْ مَنَعَ الشَّرْعَ مِنَ التَّفَكُّرِ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِفَاتِهِ .. ..
فَلَمْ يَبْقَ إِلاّ النَّظَرُ : فِي الآثَارِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْمُؤْثَرِ ..
وَجَمِيعُ الْمَوْجُودَاتِ : مِنْ آثَارِ قُدْرَتِهِ ..
وَأَعْجَبُ آثَارِهِ : الآدَمِيُّ ..
فَإِنَّكَ إِذَا تَفَكَّرْتَ فِي نَفْسِكَ : كَفَى ..
وَإِذَا نَظَرْتَ فِي خَلْقِكَ : شَفَى ..
أَلَيْسَ قَدْ فَعَلَ فِي قَطْرَةٍ مِنْ مَاءٍ مَا لَوِ انْقَضَتِ الأَعْمَارُ فِي شَرْحِ حِكْمَتِهِ : مَا وَفَّتْ !!! . ..
أنظره / التبصرة ج 01 وَرَقَة / 64 - إلى : 66 - 67 …
ومنها …
وقال في قوله تعالى : ﴿ يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عن ذكر الله ﴾ / مَعْنَى تُلْهِكُمْ : أَيْ تَشْغَلْكُمْ ..
وَفِي الْمُرَادِ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى : أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ ..
أَحَدُهَا / طَاعَتُهُ فِي الْجِهَادِ . ( رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ) ..
وَالثَّانِي / الصَّلاةُ الْمَكْتُوبَةُ . ( قَالَهُ عَطَاءٌ ) ..
وَالثَّالِثُ / الْفَرَائِضُ كُلُّهَا . ( قَالَهُ الضَّحَّاكُ ) ..
وَالرَّابِعُ / أَنَّهُ عَلَى إِطْلاقِهِ ؛ فَحَضَّهُمْ عَلَى إِدَامَةِ الذِّكْرِ . ( قَالَهُ الزَّجَّاجُ ) ..
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ / كُلُّ شَيْءٍ يُشْغِلُكَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ : فَهُوَ مَشْئُومٌ عليك . ..
أنظره / التبصرة ج 01 وَرَقَة / 415 …