مسابقة في العقيدة ( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز معتبرة)

السؤال الثامن من المرحلة الأولى:
س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما معناها و ما هي شروطها، و هل تقبل شهادة التوحيد (لا اله الا الله) مستقلة عنها؟
ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

جـ : قول الله تعالى : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } الآية ، وقوله تعالى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ، وقوله تعالى : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ، وغيرها من الآيات .
س : ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم { شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }{ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي ، وفيما أحل من حلال وحرم من حرام ، والامتثال والانقياد لما أمر به ، والكف والانتهاء عما نهى عنه ، واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والتسليم له ، وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ؛ لأنه مبلغ عن الله رسالته ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين وبلغ البلاغ المبين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ، وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله .
س : ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ؟

جـ : قد قدمنا لك أن العبد لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين وأنهما متلازمتان ، فشروط الشهادة الأولى هي شروط في الثانية ، كما أنها هي شروط في الأولى .
 
جزى الله كل خير الاخوة و الأخوات، و نحن هنا لنستفيد أكثر مما نفيد، فكل ما أطرح سؤال الا و ينبثق الخير و يسيل العلم و يجري تفصيل الاجابة على النحو الذي لم أكن أنتظره، فصرتم أيها لأفاضل فرسان في ميدان الهدى و الهداية.
 
كل الاجابات كانت بفضل من الله موفقة و طيبة، الا أني لم أطالع الاضافة الأخيرة التي أدرجها أخي عبد الرحمان، لعلي أطالعها فيما بعد.
 
السؤال الثامن من المرحلة الأولى
ما هو توحيد الإلهية و ما يضاد هذا النوع من التوحيد، أذكر كل ذلك مع التفصيل ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم

السؤال الثامن من المرحلة الأولى
ما هو توحيد الإلهية


توحيد الإلهية هو إفراد الله بالعبادة، وهو كما قال بعض أهل العلم أنه توحيد الله بأفعال عباده الظاهرة والباطنة؛ من توكل وخوف ورجاء وصلاة وزكاة وغيرها من العبادات.
وقال أهل العلم أن توحيد الإلهية يُسمى توحيد الإلهية إذا أُضِيف لله ويُسمَّى توحيد العبادة إذا أُضِيف للعباد. والدليل قوله تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل).
فالله وحده المستحق للعبادة.

ما يضاد هذا النوع من التوحيد، أذكر كل ذلك مع التفصيل ؟

نقيض التوحيد هو الشرك والشرك هو جعل لله شريك في إلهيته وربوبيته، والشرك نوعان: أكبر وأصغر.

* الشرك الأكبر: هو ما يُنافي التوحيد بالكلية، والشرك الأكبر يُخرج صاحبه من الملة ويجعله حلال الدم والمال. والدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أقاتل النضاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، فإن فعلوا ذلك عصموا منِّي دماءهم وأموالهم .. الحديث).
والشِرك الأكبر أنواع: الإستعاذة بغير الله، دعاء غير الله، شرك الطاعة، شرك المحبة، الذبح لغير الله، النذر لغير الله، الخوف من غير الله، التوكل على غير الله، السحر والشعذة، وغيرها الكثير.

* الشِرك الأصغر: وهو ما يُنقص تمام التوحيد، فهو لا يخرج صاحبه من الملَّة ولكنه يُقص التوحيد ويكون وسيلة للشرك الأكبر. والشرك الأصغر نوعان:

- شرك ظاهر: ويكون في الأقوال: كقول الرجل: ماشاء الله وشئت، والحلف بغير الله، وغيره من المناهي اللفظية.
ويكون في الأفعال: كتعليق التمائم والتولة.

- شرك خفي: وهو شرك في النيَّات والإرادات، كالرياء وهو أن يعمل عملاً لا يبتغي فيه غير وجه الله. والدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: (الرياء).

هذا إجتهاد منِّي والله أعلى وأعلم بالصواب.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:

والشِرك الأكبر أنواع: الإستعاذة بغير الله، دعاء غير الله، شرك الطاعة، شرك المحبة، الذبح لغير الله، النذر لغير الله، الخوف من غير الله، التوكل على غير الله، السحر والشعوذة، وغيرها الكثير.

هذا إجتهاد منِّي والله أعلى وأعلم بالصواب.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

بارك الله فيك، و لا شك أن هذا الاجتهاد منبثق عن طلب جاد للعلم و وادمان نظر في كتب العقيدة، لكن هناك اجمال في الأمثلة فحبذا لو تذكرون التفصيل، نفع الله بك.
 
بارك الله فيك، و لا شك أن هذا الاجتهاد منبثق عن طلب جاد للعلم و وادمان نظر في كتب العقيدة، لكن هناك اجمال في الأمثلة فحبذا لو تذكرون التفصيل، نفع الله بك.

وفيكم بارك الله، أحسن الله إليكم على حسن ظنكم، كلنا نسعى من خلال هذه المسابقة الطيِّبة إلى اختبار أنفسنا والإستفادة من إجابات الإخوة والأخوات -جزاهم الله خيرًا- ومن الفوائد الجمَّة التي تُطرح، نسأل الله ترسيخ الفهم والمعلومات وأن يوفقنا جميعًا للعلم النَّافع والعمل الصالح .. آمين

بالنسبة للتفصيل الذي طلبتم، حقيقة لم أفهم جيِّدًا المراد من ذلك، لكن -حسب فهمي المتواضع- هو أنكم طلبتم شرح لوجوه الشِرك الأكبر الذي ذكرتها في الإجابة، فأقول وبالله التوفيق:


* الإستعاذة بغير الله: الإستعاذة كما قال أهل العلم هي الإلتجاء والإعتصام، والمطلوب من العباد أن يستعيذوا بالله من شر كل ذي شر بغية أن يدفع عنهم الله سبحانه وتعالى ذلك. والدليل قوله تعالى: (وإمَّا ينزغنَّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم).
لكن المشركين يستعذون بغير الله كالجن أو الأولياء، وقد قال فيهم تعالى في سورة الجن: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).
* دعاء غير الله: كما يفعل بعض عباد القبور اليوم، والدعاء عبادة يجب أن تكون خالصة لله وحده، وكما قال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- لما أوصاه: (إذا سألتَ فاسأل الله وإذا استعنتَ فاستعن بالله .. الحديث). والآيات كثيرة في هذا الباب إلا أنني سأكتفي بقوله تعالى: (والذين يدعون من دونه لا يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم .. الآية).
وقد قال أهل العِلم أن دعاء غير الله والإستغاثة بغير الله هو أصل الشِرك، وأول من فعل ذلك هم قوم نوح -عليه السلام- حيث أنهم اتخذوا من قبور صالحيهم مزارات وصاروا يدعونهم من دون الله.
* شرك الطاعة: وهو أن يُطيع العبد غير الله في تحليل حلال أو تحريم حرام، وقد بيَّن تعالى ذلك حينما تكلَّم عن اليهود والنصارى فقال: (اتخذوا أحبارهم ورهباناهم أربابًا من دون الله).
* شرك المحبة: حيث قال تعالى في هذا الباب في سورة البقرة: (ومن النَّاس من يتخذ من دون الله أندادًا يُحبُّونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله .. الآيات). فالواجب على العبد أن لا يكون في قلبه سوى الله، وأن لا يُقدِّم محبة أي شيء على محبته لله -تبارك وتعالى-.
* الذبح لغير الله: كما يفعل بعض عباد القبور اليوم، حيث أنهم يذبحون للأموات أو يذبحون للجن وغيره، فالنحر كما قال أهل العلم من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فالواجب أن تكون خالصة لله وحده وأن تكون على اِسم الله وعلى هدي نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- والدليل قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * بذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين).
* النذر لغير الله: النذر كباقي العبادات يجب أن تكون خالصة لله فمتى ما صرفها العبد لغيره -سبحانه وتعالى- أصبحت مردودة عليه وأدخلته في دائرة الشِرك، كما يفعل البعض الآن وينذرون للأولياء أو للجن أن لو قُضيت حاجتهم فإنهم سيقدمون للولي الفلاني الشيء الفلاني.
* الخوف من غير الله: الخوف من العبادات القلبية، فالعبد مطالب بأن تكون له رهبة من الله كما قال تعالى: (وإياي فارهبون .. الآية).
فالعبد يجب أن يعلم علم اليقين بأن الله وحده هو المتصرف بالكون وأنه وحده من بيده النفع والضر، فلا يستطيع أي مخلوق أن يضره إلاَّ بإذن الله.
هنا فائدة ذكرها الشيخ العثيمين -رحمه الله- أن الخوف من غير الله لا يُناقي التوحيد ولكن بضابط وهو أن لا يعتقد العبد أن ذلك المخلوق يستطيع أن يضره بدون إذن من الله.
وهناك فائدة أخرى للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله- قرأتها مرة وسأبحث عنها بإذن الله وأضعها لعموم الفائدة.
* التوكل على غير الله: التوكل كما قال أهل العلم أنه اعتماد القلب على الله في دفع المضار وجلب المصالح والمنافع مع الإتخاذ بالأسباب الشرعية.
والعبد مطالب أن يدع أمره كله لله ولكن ذلك لا يمنعه من الاتخاذ بالأسباب كما يجوز له توكيل مخلوق في قضاء بعض الأمور دون الإعتقاد بأنه قادر وحده على ذلك، بل هو وسيلة سخرها الله له لقضاءها.
* السحر والشعوذة: السحر من كبائر الذنوب وهو كفر كما قال تعالى في سورة البقرة: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلِّمون النَّاس السِحر). وقول الملكين هاروت وماروت: (إنما نحن فتنة فلا تكفر).
* وغيرها الكثير: في هذه يذخل الذل لغير الله والخضوع والإنابة لغيره الله وغيرها.


أسأل الله أن أكون قد وُفِّقتُ في الشرح، فإن أصبتُ فبتوفيق من الله وإنا أخطأتُ فمن نفسي ومن الشيطان والله أعلم

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
هذا هو كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:

سئل الشيخ صالح أل الشيخ عند شرحه لكتاب كشف الشبهات عام 1416 في الوجه الأول من الشريط الثالث السؤال السادس مانصه: هل الذي يخاف من الجن ومن أذيتهم يعتبر مشركا؟
فأجاب:
هذا فيه تفصيل، الخوف الطبيعي لا حرج للمرء فيه، لكن إذا خافهم خوف السر أنْ يصيبوه بشيء سرا بقدرتهم عليه وبقدرتهم على ذلك؛ أن يميتوه بدون أسباب بشيء سري كما يقدره عليه الله جل وعلا هذا هو الشرك، أما الخوف الطبيعي من أن يضروه فهو ليس بشرك؛ الخوف الطبيعي، لكن الخوف الطبيعي يكون له أسبابه الظاهرة، لكن هو يخاف هكذا من دون شيء، إنما خوف من أراح الجن بدون أسباب ظاهرة تدل على ذلك، هذا لا شك أنه قد يكون شركا أصغر، وقد يكون شركا أكبر بحسب الحال، والشرك الأكبر في الخوف هو خوف السر؛ يعني أن يخاف أن يصيبه ذاك سرا بما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا. انتهى كلامه حفظه الله
فهنا لا بد لنا من ضبط المسألـة واليقين بأنه لا يقدّر الضر إلا الله ولا ينفع إلا الله وأن الجن مخلوقات من مخلوقات الله لا تنفع ولا تضر إلّا بأمر من الله. وهنا أذكر بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم ووصيته لابن عباس -رضي الله عنهما-: ((يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف )).



 
بِسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ تَعالى وبَركاتهُ

بارَكَ اللهُ فيكُم.

السؤال الثامن من المرحلة الأولى
ما هو توحيد الإلهية و ما يضاد هذا النوع من التوحيد، أذكر كل ذلك مع التفصيل ؟



الحَمدُ للهِ تَعالى.

1. أمّا تَوحيدُ الألوهيّةِ فمعناهُ: إفرادُ اللهِ بالعِبادةِ.
قال اللهُ تَعالى: (
يَا أيّهَا النَّاسُ اعبُدوا ربَّكُم الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( البَقرة: 21 ).
ويُسمّى باعتِبار إضافتهِ إلى الخَلقِ بِـ (تَوحيدِ العِبادَةِ )، و (تَوحيدِ العُبوديّةِ )، و ( تَوحيدِ الله بأفعالِ العِبادِ )، و ( تَوحيد العَمل )، و ( تَوحيدِ القَصدِ )، و (تَوحيدِ الإرادَةِ والطّلَبِ )؛ لأنّهُ مبنيٌّ على الإخلاصِ في جَميعِ العِباداتِ، بإرادَة وَجهِ الله تَعالى. وهذا التّوحيدُ مِن أجلهِ خَلقَ اللهُ تَعالى الجِنّ والإنسِ؛ كَما قالَ سُبحانهُ: ( وما خَلقتُ الجِنّ والإنسَ إلاّ ليَعبُدونِ ) ( الذاّرياتُ: 56 ).
وهو أوّلُ دَعوةِ الرّسُل وآخرها؛ كما قال جلّ وَعلا:
( ولقد بَعثنا في كُلّ أمّةٍ رَسولاً أن اعبُدوا الله واجتَنبوا الطّاغوتِ ) ( النّحل: 36 ).
وهذا التّوحيدُ – تَوحيدُ الألوهيّةِ – مِن أجله قامت الخُصومَة بينَ الرّسِل وأمَمهم، وبينَ أتباعِ الأنبياء من أهلِ التّوحيدِ وبين أهلِ الشّركِ وأهل البِدع والخُرافاتِ، ومِن أجلهِ جُرّدت سُيوف الجِهادِ في سَبيل الله، وهو أولّ الدّينِ وآخرهُ، بَل هو حَقيقةُ دينُ الإسلامِ.
ويتضَمّنُ أنواعَ التّوحيدِ: ( تَوحيدُ الرّبوبيّةِ وتوحيدُ الأسماءِ والصّفاتِ ).
وعَلى أهميّةِ هذا النّوعِ من التّوحيدِ فقد جَحدهُ أكثَرُ الخَلقِ فأنكروا أن يكونَ اللهُ تَعالى هو المُستحقّ بالعبادةِ وحدهُ لا شَريكَ لهُ وعبدوا غيرهُ معهُ، قالَ العلاّمةُ مُحمّد بن إسماعيل الصّنعاني: ( اعلم أنّ الله تعالى قد بعثَ الأنبياءَ عليهمُ الصّلاةُ والسّلامُ مِن أوّلهم إلى آخرهم يدعون العِبادَ لإفرادِ اللهِ تَعالى بالعِبادة، لا إلى إثباتِ أنّه خالقهُم ونحوهُ؛ إذ هُم مُقرّونَ بذلكِ. ولذا قالوا: ( أجئتنا لنعبُد اللهَ وحدهُ ) ( الأعراف: 70 ) أي: لنفردهُ بالعبادةِ، ونخصّه بها دونَ ألهتنا؟ فعَبدوا مع الله غيرهِ، وأشرَكوا معهُ سواهُ واتّخذوا لهُ أنداداً.

2. وأمّا ما يُضادُّ هذا النّوعِ مِن التّوحيدِ – تَوحيدُ الألوهيّةِ – وتُسمّى ( نَواقضُ التّوحيدِ ):
فقد فصّلها الإمام المُجدّد شَيخُ الإسلام مُحمّد بن عبدالوهّاب ـ رحمه الله تَعالى في عَشرة نَواقِضَ.
وهي مُجملةٌ في الآتي:
فهي: 1. الشّركُ الأكبَرُ – 2. الكُفرُ الأكبَرُ – 3. النّفاقُ الأكبَرُ ( الاعتِقاديّ ).
1. أمّا الشّركُ الأكبَرُ: فلُغةً: يدلّ على المُقارنة التي هي ضدّ الانفرادِ، وهو أن يَكون الشّيء بين اثنين، لا يَنفردُ بهِ أحدُهما. يُقالُ: ( لا تُشرك بالله ) أي لا تَعدل بهِ غَيرهُ فتجعلهُ شَريكاً لهُ. فمَن عدلَ باللهِ تَعالى أحَداً من خلقه فقد جعلهُ شَريكاً لهُ ( سُبحانهُ ).
وفي الاصطِلاحِ: أن يتّخذ العبدُ لله ندّاً يسوّيهِ بهِ، في: ربوبيّته، أو ألوهيّته، أو أسمائه وصِفاتهِ.
1. الشّرك في الألوهية:
أ. بأن يعتقد بأنّ غير الله تعالى يستحقّ أن يُعبد،
ب. أو يصرف شيئاً من العبادةِ لغيرهِ سُبحانهُ،
ج. أو يُشرك في الحُكمِ والطّاعة بأن يعتقد بأن يعتقد بأن حُكم غير الله أفضل من حُكمه سُبحانه، أو مثله.
2. الشّرك في الألوهيّة: وهو أن يُشرك في عبادة الله تعالى أحداً من خَلقه: كالدّعاءِ، الذّبحِ، الرّجاءَ، التّوكُّل.
3. الشّركُ في أسمائهِ وصِفاتهِ سُبحانهُ:وهو إنكارُ ما يجبُ لله تعالى من الأسماءِ والصّفاتِ، أو إنكار بعضه، مثل دَعوى عِلم الغيب.
وأمّا حُكمُ ( الشّرك الأكبَر ): فهو أعظم ذنبٍ عُصيَ به اللهُ تعالى؛ فهو أكبَرُ الكَبائر، وأعظمُ الظّلمِ؛ لأنّ الشّرك صرفُ خالِص حقّ اللهِ تَعالى – وهو العِبادةِ لغَيرهِ، أو وَصف أحدٍ من خلقهِ بشيء مِن صِفاتهِ التي اختصّ بها – قالَ اللهُ تعالى: ( إنّ الشّركَ لظُلمٌ عَظيمٌ ) ( لُقمان: 13 ).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ". أخرجه أحمد
أمّا أقسامُ الشّرك الأكبرِ:
1. الشّرك في الرّبوبيّة. – 2. الشّرك في الألوهيّةِ. – 3 . الشّرك في الأسماءِ والصّفاتِ.
وقد رتّب الشّرعُ عليه آثاراً وعُقوباتٍ عظيمةٍ؛ أهمّها:

1. أنّ الله تَعالى لا يغفرهُ إذا ماتَ صاحبهُ ولم يتُب منهُ. ( إنّ الله لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دونَ ذلكَ لمَن يَشاءُ ) ( النّساء ) .
2. أنّ صاحبه خارجٌ من ملّة الإسلامِ حَلالُ الدّمِ والمالِ؛ قالَ اللهُ تَعالى: ( فإذا انسَلخَ الأشهُر الحُرم فاقتُلوا المُشركين حيثُ وَجدتُموهُم وخُذوهُم واحصروهُم ) ( التّوبة: 5 ).
3. أنّ الله تعالى لا يقبل من مُشركٍ عملاً، وأنّ ما عمله من أعمالِ سابقةٍ تَكونُ هباءً مَنثوراً؛ قال الله تُعالى: ( فقدِمنا إلى ما عَملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) ( الفُرقان: 23 ).
4. يحرُم أن يتزوّج المُشرك بمُسلمةً، كما يحرُم أن يتزوّج المُسلم بمُشركةٍ؛ قال الله تعالى: ( ولا تَنكحوا المُشركات حتى يؤمنّ ولأمةٌ مُسلمةٌ خيرٌ من مشركة ولو أعجبتكُم، ولا تُنكِحوا المُشركين حتّى يؤمنوا ولعبدٌ مؤمن خير من مُشرك ولو أعجبكُم ) ( البقرة: 221).
5. إذا ماتَ المُشرك فلا يُغسّلُ ولا يُكفّنُ ولا يُقبر في مَقابِر المُسلمين؛ وإنّما يُحفرُ له حُفرةً بعيدةً عن النّاس ويُدفن فيها لئلاّ يؤذي النّاس برائحتهِ الكَريهةِ.
6. أنّ دُخول الجنّة عليهِ حَرامٌ، وهو مُخلّدٌ في نار جهنّم؛ كما قال الله تعالى: ( إنّه من يُشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النّار وما للظّالمين من أنصار ) ( المائدة: 72).

2. النّاقض الثّاني للتّوحيدِ ( الكُفرُ الأكبَر ): والكُفر لُغةً: بمعنى السّتر والتّغطيةِ. ويُقال لمن غطى درعهُ بالثّوب: كفرَ درعَه، ومنهُ سميّ الكُفر – الذي هو ضدّ الإيمان – ( كُفراً ).
ا
والكُفرُ في الاصطِلاح: عتِقاداتٌ وأفعالٌ وأقوالٌ، حكم الشّارع بأنّها تُناقِضُ الإيمانَ.
والكُفرُ الأكبرُ يكونُ: 1. في الاعتِقادِ - و2. في القول - و 3. في الفعل. وإن لَم يكُن مع أيّ منهُما اعتِقادٌ. وحُكمُ الكُفر الأكبر هو حُكم الشّرك الأكبر – كَما وردَ أعلاهُ – وإذا وقع المُسلمُ في الشّرك أو الكُفر وحُكم بكُفرهِ فهو ( مُرتدٌّ ) له أحكام المُرتدّين ومنها أنّها يجبُ قتلهُ إذا لم يتُب ويرجِع للإسلام؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( من بدّل دينه فاقتُلوه ) ( رواهُ البُخاريّ ).
وأنواعُ الكُفر الأكبر كثيرةٌ منها:
1. كُفر الإنكار والتّكذيب: وهو أن يُنكر المُكلّف شيئاً من أصول الدّين أو أحكامه أو أخباره الثّابتة ثبوتاً قطعياً ( كأن يُنكر شيئاً من أركان الإيمانِ أو يُنكر شيئاً صحّ في كتابه كأن يُنكر ربوبيّتهِ سُبحانه أو صفةً من صفاتهِ جلّ وعلا مما أجمعَ عليها إجماعاً قطعياً ).
2. كُفر الشّكّ والظنّ: وهو أن يترّد المُسلمُ في إيمانه بشيء من أصول الدّين المُجمع عليها والثابتة بالنّصوصِ المُتواترةِ: كأن يشكّ في عذاب القبر، أو وُجوب الزّكاة، أو أنّ الله تعالى قد أهلكَ فرعون بالغرق.
3. كُفر الامتِناعُ والاستكبارُ: وهو أن يُصدق بأصول الإسلام وأحكامه بلسانه وقلبه ولكن يرفض الانقياد بجوارحه لحكم من أحكامه استكباراً وترفّعاً؛ ومِثالهُ: رفض إبليس أن يسجُد لأبينا آدم عليه السّلام استِكبارً وترفّعاً عن هذا الفعل الذي أمرهُ الله تعالى بهِ؛ قال الله تعالى: ( أأسجُد لمن خلقتَ طيناً ) ( الإسراء: 61). ومثالهُ أيضاً: أن يترفع المُسلم عن أن يُصلّي صلاة الجماعة لأنها تسوّي بينه وبين الآخرينَ.
4. كُفر السّبّ والاستهزاء: وهو أن يستهزئ المُسلم أو يسبّ شيئاً من دينِ الله تعالى ممّا هو مَعلومٌ من الدّين بالضّرورةِ؛ كأن يلعن هذا الدّين، أويلعنُ دين شخص مُسلمٍ، أو يستهزئ بملك من ملائكة الله تعالى. كأن يسبّ ملك الموت، أو خزنةِ جهنّمَ .
5. كُفر البُغضِ: وهو أن يكرهَ دينَ الإسلامِ.
6. كُفر الإعراضِ: وأصل الإعراضِ هو: التولّي عن الشيء، والصّدود عنه، وعدم المُبالاةِ بهِ.
والإعراضُ عن دين الله تعالى قِسمانِ:
1. إعراضٌ مُكفّر: وهو أن يتركَ المرء دين الله ويتولّى عنهُ بقلبهِ ولِسانهِ وجوارحهِ؛ أي يترك الواجبات بالكُليّةِ ( لا صلاة ولا صيام، ولا زكاة... ).
2. إعراضٌ غيرُ مُكفّر: وهو أن يترك المُسلم بعضَ الواجبات الشرعيّة – غيرَ الصّلاةِ – ويؤدّي بعضها.
7. النّوع السّابع من الكُفر الأكبر: كُفر النّفاقِ: وهو أن يُظهر الإيمان ويُبطن الكُفر؛ فالنّفاقُ كُفرٌ، لكنّه يزيد عليه بإظهار الإسلامِ.
8. موالاة الكافرين: وهو قِسمانِ:
1. ولاء كُفريّ – 2. ولاء غَير كُفريّ.

3. النّاقِضُ الثّالث للتّوحيدِ النّفاقُ الأكبرُ ( الاعتقاديّ ): والنّفاقُ لُغةً: هو إخفاءُ الشّيء وإغماضُهُ.
واصطِلاحاً: أن يُظهر الإنسانُ الإيمانَ بالله وبملائكتهِ وكُتبه ورُسلهِ واليومِ الآخَر، والقضاءِ خيرهِ وشرّه، ويُبطِنُ ما يُناقضُ ذلك بعضهُ أو كُلّهُ.
وذلك بأن يكونَ في الظّاهِر يدّعي الإسلامَ، ويُظهر للناس أنّه مُسلمٌ ولكنّ قلبهُ لا يؤمنُ بتفرّد الله تعالى بالألوهيّةِ أو بالرّبوبيّةِ، أو لا يؤمن برسالة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ، أو و يُبغضهُ، أو لا يؤمن بكُتبِ الله المُنزلةِ، أو يعتقد بأنّ دين النّصارى أو اليهود أو غيرهم من الكُفّار حقّ، وخيرٌ من الإسلام.
ومن أعمال المُنافقينِ الكُفريّةِ: الاستهزاء بالله وبرسوله وبالقرآن، سبّ الله تعالى أو سبّ رسوله عليه الصّلاة والسّلامِ أو تكذيبهما، التّحاكُم إلى الكُفّار والحرص على تطبيق قوانينهم وتفضيلها على حُكم الله تعالى، سبّ دين الإسلام والبُعد عنه والتّحريضِ عليهِ، مُناصرة الكُفّار على المُسلمين، اعتِقادُ صحّة المَذاهب الهدّامة والدّعوةِ إليها، إظهار الفرح والاستبشار عند انتصار الكُفّار، سبّ وعيبُ العُلماء والمُصلحين، ِمدحُ أهل الكُفر ومدحُ مُفكّريهم ....
وحُكمُ المُنافِق: هو حُكم الشّرك الأكبَر والكُفر الأكبَر.
ومن أمثلةِ النّفاقِ الأكبر:
بيانٌ:
تمّ – بتَيسيرٍ من ربّنا تَبارَكَ وتَعالى – تَلخيصُ ( نَواقِضِ التّوحيدِ )؛ فإنّي أحسَبُ أنّ الاختِصارَ غيّبَ الكَثيرَ من التّمثيلِ والإيضاحِ، ومِن هُنا كانَ التأكيدُ عَلى عَدمِ الاكتِفاءِ بِما جاءَ هُنا بل ضرورةُ الرّجوعِ إلى كُتبِ العقيدَةِ الصّحيحةِ للاستِزادَةِ من بابِ ( نَواقِضِ التّوحيدِ )؛ التّوحيدُ: دينُ المَرء الذي فيهِ – بحولهِ تَعالى – عِصمةُ أمرهِ.

مَسألةٌ: بعدَ ما جاءَ من تعريفٍ الكُفر وأنواعهِ؛ فيما يَلي تَنويهٌ قرأتُ لفَضيلةِ الشّيخ/ د. عَبدالله بِن عبدالرّحمان الجَبرين حفظهُ الله ُ تعالى ورَعاهُ ونفعَ بهِ: ( أنّ المُسلم قد يقعُ في بعضِ أنواع الكُفر الأكبر، أو الشّرك الأكبَر، والتي قالَ أهل العِلم فيها: ( مَن تَركها فقد كَفَر )؛ ولكِن لا يُحكمُ على هذا المُسلم المُعيّن بالكُفر وذلك لفقدِ شَرطٍ من شُروط الحُكم عليه بالكُفر ).
فيَشتَرط للحُكم بالكُفرِ أن يَكونَ الواقِع في الكُفر عالِماً عامِداً، وقالَ سَماحةُ الوالِد ابن عثيمين رحمهُ الله تعالى:
1. أحدُهُما: أن يَقومَ الدّليلُ على أنّ هذا الشّيء كُفر – و 2. الثّاني: انطِباقُ الحُكم عَلى مَن بحيثُ يكونُ عالِماً عالِماً بذلكَ قاصِداً لهُ، فإن كانَ جاهِلاً فلا يُكفّر لقول الله تَعالى: ( وما كُنّا مُعذّبينَ حتّى نبعث رسولاً )( الإسراء: 15).
لكِن إن تَرك التعلّم والتّثبّت فلا يُعذَرُ. مِثل أن يبلغهُ أنّ هذا كُفر؛ فلا يتثبّت ولا يَبحثُ فإنّه لا يَكونُ مَعذوراً.
عن أبي ذرّ رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم: ( لا يَرمي رَجُلٌ رجُلاً بالفَسوقِ، ولا يَرميهِ بالكُفرِ، إلاّ ارتدّت عليهِ إن لَم يكُن صاحبهُ كَذلكَ ) ( رَواهُ البُخاريّ ومُسلمُ ).

- فَلا إله إلاّ اللهُّ -


ولعلّ يَنبغي التّعريجُ لهذينِ التّعريفينِ – لزيادَةِ بيانٍ – أنّ ( نَواقِض التّوحيدِ ): هي أمورٌ إذا وُجدت عندَ العَبدِ خَرجَ مِن دينِ الإسلامِ بالكُليّةِ وأصبَحَ كافِراً أو مُرتدّاً عن دينِ الإسلامِ،
وفي مُقابلها هُناكَ ( مُنغّصاتِ التّوحيدِ ): وهي أمورٌ إذا وُجدت عندَ المُسلمِ قَدحت في تَوحيدهِ، ونقصَ إيمانهُ؛ ولم يخرُج من دينِ الإسلامِ، وهي المَعاصي التي لا تصِل إلى درجةِ: الشّركُ الأكبَر والكُفرُ الأكبَرُ والنّفاقُ الأكبَرُ ( الاعتِقاديّ ).
وعَلى رأسِها:
1. وسائِل الشّرك الأكبر2. الشّرك الأصغَر
3. الكُفر الأصغر4. النّفاق الأصغَر – و 5. البِدعَة.

فائِدَةٌ:

كِتابُ( الإعلامُ بتَوضيحِ نَواقِض الإسلامِ )؛ لفََضيلةِ الشّيخِ/ عَبدالعَزيز الطّريفي؛ حفظهُ اللهُ تَعالى.



http://www.sfhatk.com/vb/uploade...1221374895.zip

وهو سُبحانهُ أعلى وأعلمُ.
وفّقكمُ ربّي، وسدّدكُم، وثبّتكُم.





 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
لزيادة التفصيل في أقسام الخوف، اليكم هذا البحث الماتع في أقسام الخوف، وهو لفضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم الحمد.
الخـوف
محمد بن إبراهيم الحمد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن منزلة الخوف من أجلِّ منازل العبودية، وأنفعها، وهي فرض على كل أحد.
قال الله – تعالى -: ( فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [آل عمران: 175]، وقال: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [الرحمن: 46].


تعريف الخوف:
1- قيل: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.
2- وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام.
3- وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
4- وقيل: الخوف غمّ يلحق النفس؛ لتوقع مكروه.


أقوال في الخوف:
1- قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه، إلا الله - عز وجل - فإنك إذا خفته هربت إليه.
فالخائف من ربه هارب إليه.
2- وقال أبو سليمان: ما فارق الخوف قلباً إلا خرب.
3- وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها.
4- وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُلْ عنهم الخوف؛ فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق.


الخوف المحمود:
الخوف المحمود الصادق: هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله - عز وجل - فإذا تجاوز ذلك خِيْفَ منه اليأس والقنوط.
قال أبو عثمان الحِيْري: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهـراً، وباطناً.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.


الخوف الواجب والخوف المستحب:
الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات، وترك المحرمات.
والخوف المستحب: هو ما حمل على فعل المستحبات، وترك المكروهات.


الجمع بين الخوف والرجاء والحب:
لا بدّ للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة؛ لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج؛ فهم لا يجمعون إليه الحبَّ والرجاء؛ ولهذا لا يجدون للعبادة لذة، ولا إليها رغبة، فيجعلون الخالق بمنزلة سلطان جائر.
وهذا يورث اليأس والقنوط من رحمة الله، وغايـتـُه إساءةُ الظن بالله، والكفر به - سبحانه -.
وعبادة الله بالرجاء وحده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور والأماني الباطلة، وترك العملِ الصالحِ، وغايـتُـه الخروجُ من الملة.
وعبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون: نعبد الله لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، وإنما حبَّـاً لذاته.
وهذه طريقة فاسدة، ولها آثار وخيمة، منها الأمن من مكر الله، وغايتُه الزندقةُ، والخروج من الدين.
ولهذا قال السلف - رحمهم الله - كلمة مشهورة وهي: " مَنْ عبدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروريٌ - أي خارجي - ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمن موحِّد ".
قال ابن القيم - رحمه الله -: " القلب في سيره إلى الله - عز وجل - بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف، والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّـدُ الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر ".


أيهما يُغلَّب: الخوف أم الرجاء؟
قال ابن القيم - رحمه الله -: " السلف استحبوا أن يُقَوِّي في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره.
وقال: ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ.
وقال غيره: أكمل الأحوال اعتدال الرجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبة هي المرْكَبُ، والرجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه ".


أقسام الخوف:
1- خوف السر: وهو خوف التَّأَلُّه، والتعبد، والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية مَنْ يخافه؛ خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته.
فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا لله - عز وجل - وصَرْفُه له يعد من أجل العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحِّد.
ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نِداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يُخَوِّفون بها أولياء الرحمن، كما قال قوم هود - عليه السلام - الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هودًا بآلهتهم فقالوا: ( إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) [هود: 54].
و
كحال عباد القبور؛ فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين، بل من الطواغيت كما يخافون الله، بل أشد؛ ولهذا إذا توجَّهَتْ على أحدهم اليمينُ بالله أعطاك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإن كانت اليمين بصاحب التربة لم يُقْدِم على اليمين إن كان كاذبًا.
وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله.
وكذا إذا أصاب أحدًا منهم ظلمٌ لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يُعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يُقْدِمْ عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى. (*)


2- الخوف من وعيد الله: الذي توعد به العصاة، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان، وهو درجات، ومقامات، وأقسام - كما مضى ذكره قبل قليل -.


3- الخوف المحرم: وهو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس.
وكحال من يفر من الزحف؛ خوفاً من لقاء العدو؛ فهذا خوف محرم، ولكنه لا يصل إلى الشرك.


4- الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع، أو عدوٍّ، أو هدم، أو غرق، ونحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري؛ فهذا لا يُذَمُّ، وهو الذي ذكره الله عن موسى - عليه السلام - في قوله - عز وجل -: ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ ) [القصص: 21]، وقوله: ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ) [طه: 67].
ويدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العـدو، أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر؛ فهذا خـوف طبيعـي، ويحـمد إذا حمـل صـاحـبه على أخذ الأهبة والاستعداد، ويذم إذا رجع به إلى الانهزام وترْكِ الإقدام.


5- الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف جداً؛ فهذا خوف مذموم، ويدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجبن؛ فهو من الأخلاق الرذيلة.
ولهذا كان الإيمان التام، والتوكل الصحيح، أعظمَ ما يدفع هذا النوع من الخوف، ويملأ القلب شجاعة؛ فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله، وكلما ضعف إيمانه زاد وقوي خوفه من غير الله.
ولهذا فإن خواص المؤمنين وأقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً وطمأنينة؛ لقوة إيمانهم، ولسلامة يقينهم، وكمال توكلهم ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) [آل عمران: 173 - 174]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


ـــــــــــــ
(*) انظر: مدارج السالكين 1/507 ـ ،513 وشروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ).

15/4/1425هـ



--------------------------------
المصدر: موقع دعوة الإسلام
 
جزى الله خيرا الأختين الفاضلتين على متابعتهم للمشاركة معنا، و نعد أننا سنستمر ما استمر فينا النفس.
كلا الأختين حازتا العلامة الكاملة، و كذلك التفاوق بالمراتب الأول.
نتمنى مشاركة البقية، و لاجتناب الملل نختصر أسئلة المرحلة الى عشرة أسئلة.

 
آخر تعديل:
السؤال الثامن من المرحلة الأولى
ما هو توحيد الإلهية و ما يضاد هذا النوع من التوحيد، أذكر كل ذلك مع التفصيل ؟
ما هو توحيد الإلهية ؟
جـ : هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان ، كما قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } ، وقال تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } ، وقال تعالى : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } ، وغير ذلك من الآيات ، وهذا قد وفت به شهادة أن لا إله إلا الله .

س : ما هو ضد توحيد الإلهية ؟

جـ : ضده الشرك ، وهو نوعان : شرك أكبر ينافيه بالكلية ، وشرك أصغر ينافي كماله .
س : ما هو الشرك الأكبر ؟
جـ : هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه ، أو يطيعه في معصية الله ، أو يتبعه على غير مرضاة الله ، وغير ذلك ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } ، وقال تعالى : { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } ، وقال تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ، وقال تعالى : { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } ، وغير ذلك من الآيات ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا » (أ) ، وهو في الصحيحين . ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم ، والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، قال الله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا }{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } . وغير ذلك من الآيات .
_________

س : ما هو الشرك الأصغر ؟

جـ : هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى ، قال الله تعالى : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر » (1) ، فسئل عنه فقال : ( الرياء ) ، ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم : « يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه » (2) . ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها ، قال صلى الله عليه وسلم : « لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد » (3) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « لا تقولوا والكعبة ، ولكن قولوا ورب الكعبة » (4) . وقال صلى الله عليه وسلم : " « لا تحلفوا إلا بالله » (5) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف بالأمانة فليس منا » (6) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (7) ، وفي رواية : ( وأشرك ) . ومنه قوله : ما شاء الله وشئت . وقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال ذلك : «
أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده » (8) . ومنه قول : لولا الله وأنت ، وما لي إلا الله وأنت ، وأنا داخل على الله وعليك ، ونحو ذلك . قال صلى الله عليه وسلم : « لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان » (9) . قال أهل العلم : ويجوز لولا الله ثم فلان ، ولا يجوز لولا الله وفلان .
_________
(أ) رواه البخاري ( 2856 ، 5967 ، 6267 ، 6500 ) ، ومسلم ( الإيمان / 48 ، 51 ) ، وأحمد ( 3 / 260 ، 261 ) ، والترمذي ( 2643 ) ، وابن ماجه ( 4269 ) .

(1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 5 / 428 ، 429 ) ، والبغوي في شرح السنة ( 14 / 324 ) عن عمرو بن أبي عمرو ، وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث ، وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ، رجال الشيخين غير محمود بن لبيد فإنه من رجال مسلم وحده . قال الحافظ : وهو صحابي صغير وجُلّ روايته عن الصحابة ( أفاده الشيخ الألباني في الصحيحة 951 ) .
(2) ( حديث حسن . والجزء الذي احتج به الحافظ الحكمي « صحيح لغيره » أو نقول صحيح المتن ) ، رواه ابن ماجه ( 4204 ) بسند حسن على الراجح ، وقد قال الإمام البوصيري عن سند ابن ماجه : « هذا إسناد حسن . كثير بن زيد وربيع بن عبد الرحمن مختلف فيهما » ، رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد أيضا والبيهقي ، ورواه أحمد بن منيع ثنا كثير ، فذكره بزيادة في أوله كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة . ا هـ . قلت : وكثير بن زيد صدوق يخطئ ، وربيع مقبول كما قال الحافظ ، يعني عند المتابعة ، وقد توبع خاصة في الجزء المحتج به في الحديث لما رواه ابن خزيمة ( 937 ) ، وصححه بإيراده أيضا محتجا به ، وقد احتج به أيضا الحافظ المنذري في الترغيب بتصديره بـ « عن » ، وهو من حديث محمود بن لبيد قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أيها
الناس ، إياكم وشرك السرائر ، قالوا : يا رسول الله ، وما شرك السرائر ؟ قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه ، فذلك شرك السرائر » .
(3) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3248 ) ، والنسائي ( 7 / 5 ) ، وسكت عنه الإمام أبو داود ، وصححه الألباني .
(4) ( صحيح ) ، رواه النسائي ( 3773 ) ، قال الحافظ في الإصابة ( 4 / 329 ) : أخرجه النسائي وسنده صحيح ، وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 329 ) . أخرجه النسائي وسنده صحيح ، وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 124 ) وفيه « . . فأمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة . . » . ولم نره واللفظ الذي أورده المؤلف .
(5) تقدم رقم ( 3 ) .
(6) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3253 ) حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا زهير ، ثنا الوليد بن بن ثعلبة الطائي ، عن أبي بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحديث . وقد قال الشيخ الألباني : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ا هـ .
(7) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 34 ، 67 ، 69 ، 86 ، 125 ) ، ورواه أبو داود ( 3251 ) ، والترمذي ( 1535 ) ، والحاكم ( 4 / 297 ) ، والبيهقي ( 10 / 29 ) ، وقد سكت عنه الإمام أبو داود ، وقال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وقد صححه أيضا الألباني .
(8) ( سنده حسن وهو صحيح لغيره ) ، رواه أحمد ( 1 / 214 ، 224 ، 283 ، 347 ) ، وابن ماجه ( 2117 ) ، والنسائي ( في الكبرى ) ، والطحاوي ( 1 / 90 ) ، وأبو نعيم ( 4 / 99 ) ، ورواه أيضا البخاري في الأدب ( 783 ) ، قال الحافظ العراقي : رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه بإسناد حسن ، ا هـ . ( إتحاف 7 / 574 ) وقد جاء الحديث عن طرق عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس إلا أن ابن عساكر قال : « الأعمش » بدل « الأجلح » ، والأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكنزي ، وهو صدوق شيعي كما في التقريب ، وبقية رجاله ثقات ، رجال الشيخين ، فالإسناد حسن وله شواهد تصححه .
(9) ( صحيح ) من حديث حذيفة . رواه أحمد ( 5 / 384 ، 394 ، 398 ) ، وأبو داود ( 4980 ) ، والبيهقي ( 3 / 216 ) ، والطحاوي ( 1 / 90 ) من طرق عن شعبة عن منصور بن المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن حذيفة به ، وهذا سنده صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، رجال الشيخين ، غير عبد الله بن يسار وهو الجهني وهو ثقة ، وثقه النسائي وابن حبان .
 
آخر تعديل:

1. الشّرك في الرّبوبيةِ:
أ. بأن يعتقد بأنّ غير الله تعالى يستحقّ أن يُعبد،
ب. أو يصرف شيئاً من العبادةِ لغيرهِ سُبحانهُ،
ج. أو يُشرك في الحُكمِ والطّاعة بأن يعتقد بأن يعتقد بأن حُكم غير الله أفضل من حُكمه سُبحانه، أو مثله.


للاستفسار و بغية اصابة الحق.
هل كل هذه الأمثلة تدرج في توحيد الربوبية، خاصتا المثال الثاني و هو اذا
صرف شيئاً من العبادةِ لغيرهِ سُبحانهُ؟
 
السؤال الأخير من المرحلة الأولى و بعد التقييم العام للمشاركين معنا في هذه المرحلة.
س : ما هو توحيد الربوبية و وتوحيد الأسماء و الصفات و ما يضدهما ؟
 
السؤال الأخير من المرحلة الأولى و بعد التقييم العام للمشاركين معنا في هذه المرحلة.
س : ما هو توحيد الربوبية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم
أقول وبالله التوفيق:
توحيد الربوبية: هو توحيد الله بأفعاله، من خلق وإحياء وإماته ورزق ونفع وغيره من الأفعال التي يختص بها الله -سبحانه وتعالى-.
وقال الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- في شرحه على كتاب التوحيد: توحيد الربوبية هو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بالملك والخلق والتدبير.
* الملك: أن يعتقد العبد أن الله وحده مالك كل شيء، فالعبد يملك أشياء ولكنها مقيَّدة وليس مطلقة فهو يملك ما بيده ولا يملك ما بيد غيره، لكن الله -سبحانه وتعالى- يملك الكون كله وبيده الملك كله، والدليل قوله تعالى: (تبارك الذي بيده الملك)، وقوله: (ولله ملك السموات والأرض).
* الخلق: يجب على العبد أن يعتقد أن الله وحده الخالق ولا خالق سواه، فالعبد بإمكانه خلق أشياء بسيطة ولكن ليست كالتي يقدر الله على خلقها. والدليل قوله تعالى: (تبارك الله أحسن الخالقين).
* التدبير: أن يعتقد العبد أن لا مدبر إلا الله، فالله -سبحانه وتعالى- هو مدبر الكون كله، وهو وحده القادر على تدبير شؤون عباده من رزق وإحياء وإماتة وغيره. أما تدبير العبد فهو مقيَّد ومحصور فيما تحت يده.
وهذا النوع من التوحيد كان يؤمن به المشركين الذين بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يُخالفوا فيه.
والدليل قوله تعالى: (لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم).


وتوحيد الأسماء و الصفات؟

هو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بما يختص به من أسماء وصفات من دون تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل. فنُثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه وعلى لسان نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- من دون تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل.
والدليل قوله تعالى: (ولله الأسماء الحُسنى فادعوه بها)، وقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). فتضمنت هذه الآية النفي والإثبات. نفي مشابهة الله لخلقه، وإثبات صفتي السمع والبصر لله -سبحانه وتعالى-
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تسعة وتسعون إسما من أحصاها دخل الجنة). وكذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الكرب: ( .. اللهم إنِّي أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عنده .. الحديث).
وفي هذا النوع من التوحيد ضلت الكثير من الفرق

و ما يضدهما ؟

هو أن يعتقد العبد أنه يوجد خالق أو مدبر غير الله -سبحانه وتعالى-، أو أن يعتقد أن هناك من يستطع أن ينفعه أو يضره من دون الله. أو أن يُشرك أحد غير الله معه فيما يختص به من الأسماء والصفات، أو أن يقع في التشبيه أو التعطيل أو التمثيل أو التكييف فيما يتخص به الله من أسماء وصفات.

هذا والله أعلى وأعلم بالصواب
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

 
بارك الله فيكم، و في انتظار باقي المشاركين، نرجوا من الله تعالى أن يذهب عنا و عنهم كل عائق أو كل شاغل عما فيه صلاح دنياهم و أخراهم.
 
بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ تَعالى وبَركاتهِ

إخوانيَ ... وأخواتيَ؛
بارَكَ اللهُ فيكُم، ونَفعَ بكُم.
والحَمدُ لهُ سُبحانهُ؛ تَيسيرَهُ هُنا تَواجُداً.



1. الشّرك في الرّبوبيةِ:
أ. بأن يعتقد بأنّ غير الله تعالى يستحقّ أن يُعبد،
ب. أو يصرف شيئاً من العبادةِ لغيرهِ سُبحانهُ،
ج. أو يُشرك في الحُكمِ والطّاعة بأن يعتقد بأن يعتقد بأن حُكم غير الله أفضل من حُكمه سُبحانه، أو مثله.


للاستفسار و بغية اصابة الحق.
هل كل هذه الأمثلة تدرج في توحيد الربوبية، خاصتا المثال الثاني و هو اذا
صرف شيئاً من العبادةِ لغيرهِ سُبحانهُ؟



وفّقكمُ اللهُ، وثبّتكُم، وبصّركُم، وأنارَ بصَركُم وبصيرتكُم، وجميعَ إخواني وأخواتي الذينَ طابَت النّفسُ بنثرِ دُررِ فَوائدِهم؛ حَفظهمُ ربّي ورَعاهُمُ.

مَعذرةً؛ أمّا الجَوابُ السّابقُ؛ فقد استقيتهُ - بمنّهِ تَعالى - من مَرجعٍ صَحيحٍ؛
غَيرَ أنّي - ولكَونهِ بصيغةِ الكُتبِ المُصوّرةِ - اعتمدتُ عَلى النّقل اليدويّ، بعدَ القِراءَةِ.
فإنّما مَرَدُّ الخَطأ راجِعٌ إليّ لا مِن الكاتِب جَزاهُ الرّحمانُ خَيراً.
ونَستغفِرُ الله العليّ العَظيمَ.
فعلّ عَجِلتُ وكانَ نَقلي: ( شركُ الرّبوبيّةِ )؛ والأحقُّ - بعدَ ما جاءَ مِن تَمثيلٍ أدناهُ - أن يَكونَ العُنوانُ: ( شِركُ الألوهيّةِ ).
فمِن تَعريفِ الألوهيّةُ: تَوحيدُ القَصدِ والطّلبِ؛ بإفرادِ اللهِ تَعالى بالعُبادةِ: قَولاً وفِعلاً وقَصداً.
وتوحيدُ الألوهيّةِ: مُتضمّن لتَوحيدِ الربّوبيّةِ.

فَبارَكَ اللهُ فيكُم؛
فإن يتيسّرُ - وفّقكمُ اللهُ - التّعديلُ عَلى المُشاركةِ الأصليّةِ بعدَ انتِهاءِ هذه المُسابقةِ؛
لِدَحضِ اللّبسِ، وليَنتفعَ بهِ قارؤو هذه الصّفحاتِ.


ونَستغفرُ الله العليّ العَظيمَ أبداً
.

 
السلام عليكم
بارك الله فيكم ع المسابقة ساكون هنا لاستفادة من ردود الاعضاء
وفقكم الله الى مايحبه ويرضاه
 
السلام عليكم
بارك الله فيكم ع المسابقة ساكون هنا لاستفادة من ردود الاعضاء
وفقكم الله الى مايحبه ويرضاه
و فيكم بارك الله، هناك جواب على استشارتك أدرجته في قسم الفتاوى ( موضوع سؤال في الدين) فالتراجعيه.
وفقك الله الى ما فيه رضاه.
 
بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ تَعالى وبَركاتهِ

إخوانيَ ... وأخواتيَ؛
بارَكَ اللهُ فيكُم، ونَفعَ بكُم.
والحَمدُ لهُ سُبحانهُ؛ تَيسيرَهُ هُنا تَواجُداً.


[/font]




وفّقكمُ اللهُ، وثبّتكُم، وبصّركُم، وأنارَ بصَركُم وبصيرتكُم، وجميعَ إخواني وأخواتي الذينَ طابَت النّفسُ بنثرِ دُررِ فَوائدِهم؛ حَفظهمُ ربّي ورَعاهُمُ.

مَعذرةً؛ أمّا الجَوابُ السّابقُ؛ فقد استقيتهُ - بمنّهِ تَعالى - من مَرجعٍ صَحيحٍ؛
غَيرَ أنّي - ولكَونهِ بصيغةِ الكُتبِ المُصوّرةِ - اعتمدتُ عَلى النّقل اليدويّ، بعدَ القِراءَةِ.
فإنّما مَرَدُّ الخَطأ راجِعٌ إليّ لا مِن الكاتِب جَزاهُ الرّحمانُ خَيراً.
ونَستغفِرُ الله العليّ العَظيمَ.
فعلّ عَجِلتُ وكانَ نَقلي: ( شركُ الرّبوبيّةِ )؛ والأحقُّ - بعدَ ما جاءَ مِن تَمثيلٍ أدناهُ - أن يَكونَ العُنوانُ: ( شِركُ الألوهيّةِ ).
فمِن تَعريفِ الألوهيّةُ: تَوحيدُ القَصدِ والطّلبِ؛ بإفرادِ اللهِ تَعالى بالعُبادةِ: قَولاً وفِعلاً وقَصداً.
وتوحيدُ الألوهيّةِ: مُتضمّن لتَوحيدِ الربّوبيّةِ.

فَبارَكَ اللهُ فيكُم؛
فإن يتيسّرُ - وفّقكمُ اللهُ - التّعديلُ عَلى المُشاركةِ الأصليّةِ بعدَ انتِهاءِ هذه المُسابقةِ؛
لِدَحضِ اللّبسِ، وليَنتفعَ بهِ قارؤو هذه الصّفحاتِ.


ونَستغفرُ الله العليّ العَظيمَ أبداً
.

أحسن الله اليك، و لا بأس فكلنا يخطئ و يحصل التعديل بإذن الله.
 
العودة
Top